بعد أشهر من الأزمة الدبلوماسية والساسية بين المغرب وإسبانيا، وجه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، رسالة للملك محمد السادس، اليوم الجمعة، يتعهد فيه ببناء علاقة جديدة مع المملكة، مبنية على الثقة والشفافية والتواصل والاحترام المتبادل والامتناع عن أي عمل أحادي الجانب؛ ومؤكدا على جدية الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. في هذا الصدد، أكد الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية في تصريح لجريدة Rue20 الإلكترونية، أن رسالة الاعتراف الاسباني الرسمي بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي تعد نقطة مفصلية في تاريخ مواقف الحكومات الاسبانية من نزاع الصحراء. مشددا على أن هذه الرسالة تعد تحولا عميقا في أسلوب التعاطي المستقبلي لإسبانيا من نزاع الصحراء بتقدير سمو قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية كضمانة لامتداد نفوذها الجيو استراتيجي نحو عمقها الافريقي. وأضاف الفاتحي، أن الموقف الإسباني الجديد تمت صياغته بعد نقاشات وجدل كبير بالقدر الذي يجعله مقبولا لدي الفعاليات الإسبانية في أغلبية بيدرو شانسيز والمعارضة. أشار الفاتحي إلى أن حكومة شانسيز قدرت بجدية المصالح الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية مع المملكة المغربية وقاست ذلك بميزان الربح والخسارة وانتصرت للاعلان عن موقف واضح يسهم عمليا في حل النزاع حول الصحراء ويعيد التأسيس لعلاقة شراكة متوازنة ومريحة مع المملكة المغربية. واعتبر ذات المتحدث، أن الموقف الاسباني الجديد حول واقعية ومصداقية الحكم الذاتي من شأنه أن يخلق تغييرات في مواقف الأحزاب الإسبانية الراديكالية من المملكة المغرب. وعليه، يضيف الفاتحي، فمن المرتقب أن نشهد تحولا في مواقف الاحزاب السياسية بالقدر الذي يسمح بتقريب وجهات النظر بين البلدين ويؤسس لشراكات اكثر إنتاجية وفعالية. وشدد الفاتحي، على أنه من شأن هذا الإعتراف أن يسرع بتوالي اعترافات أوروبية أخرى في المستقبل القريب والذي سيتوج باعتراف مماثل لثاني اكبر تنظيم إقليمي بعد الأممالمتحدة وهو الاتحاد الأوربي بوجاهة الحكم الذاتي كأساس لحل نزاع الصحراء. أي سنعيش قريبا تحولا في موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء، يقول الفاتحي. يذكر أن بلاغ للديوان الملكي، أكد اليوم، أن "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية. ففي رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب". وفي هذا الصدد، "تعتبر إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف". كما أشار إلى "الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأممالمتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف". وأبرز رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك، أن " البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة". وأعرب السيد سانشيز عن " يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا"، وأن "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح". وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك على أن "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه".