يبدو أن الإعلام التابع للنظام العسكري الجزائري فقد صوابه هذه الأيام من خلال أخبارٍ وقصاصات أقل ما يمكن أن يقال عنها بالسخيفة، فكلما حلت مصيبة أو صدر تقرير ضد الجزائر اتهم المغرب من وراءها، آخر هذه الاتهامات هو "تحريض المغرب البنك الدولي ضد الجزائر". فقد اعتبرت وكالة الأنباء الجزائرية في خبر لها أن التقرير الأخير للبنك الدولي والذي شرح واقع الحال للاقتصاد الجزائري والفقر المدقع الذي يضرب البلاد هو بتحريض من المملكة المغربية وهذا ما لايصدقه عقل، فكيف للمغرب أن يتحكم في مؤسسة دولية كبيرة مثل البنك الدولي ليوجهه ضد بلد جار؟ وقالت الوكالة الجزائرية في قصاصتها أنه "فمن الواضح أن هناك مؤامرة لضرب استقرار البلاد من خلال هذه التقارير السلبية والمضرة التي تعتمد على مؤشرات وحجج غير موثوقة ينشرها محرضون وأطراف مجهولة على شبكات التواصل الاجتماعية، علما ان هؤلاء تمولهم وترعاهم اطراف لا تتورع عن صب جام حقدها على الجزائر بهدف تغليط الرأي العام". وفي تصريف لحقدها على المغرب قال الوكالة "بل إن الأدهى من ذلك هو أن البنك العالمي قد أشار إلى الفقر في الجزائر في الوقت الذي تغاضى فيه عن وضعية الهشاشة المأساوية وحتى الخطيرة والمدمرة السائدة في بلد مجاور من الجهة الغربية". واعتبرت الوكالة أن التقرير الأخير للبنك الدولي جاء فقط لكسر فرحة فوز الجزائريين بكأس العرب، حيث قالت "ولا غاية ترجى من هذا المسعى سوى تشويه صورة الجزائر وادخال الشك في نفوس الجزائريين لا سيما بعد صور الوحدة والتآخي التي شهدها الوطن مؤخرا عقب تتويج المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس العرب للفيفا". وفي تعليق له على هذه الاتهامات المجانية للمغرب والبنك الدولي وصف الدبلوماسي الجزائري السابق والناشط السياسي المنفي في بريطانيا، محمد العربي زيتوت، أن هذا الاتهامات أقل مايمكن القول عنها أنها تدخل في إطار الجنون. وقال زيتوت على صفحته بموقع تويتر" واتهامات اخرى بما فيها ان #البنك_الدولي يستقي معلوماته من اطراف مغرضة ومحرضة تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي وان هذه الاطراف تمولها اطراف حاقدة على #الجزائر.. واضح ان عبارة "هبلوا" اي اصيبوا بالجنون.. لم تعد تصفهم بدقة". وأكد الناشط السياسي الجزائري، "الواقع أن وضع الجزائر أسوأ بكثير مما وصفه البنك الدولي". يذكر البنك الدولي توقع في تقريره الأخير بحدوث زلزال اقتصادي مدمر بالجزائر، بالنظر إلى هشاشة البلاد من حيث الصادرات، إضافة إلى ارتفاع مؤشرات الفقر في البلاد، وهو التقرير الذي أثار حفيظة النظام الجزائري، ووصفته وكالة الأنباء الجزائرية ب"الأرعن"، وهو ما أعطى الفرصة من جديد للنظام العسكري الجزائري لإقحام المغرب في هذا التقرير لتعليق خبياته على شماعته.