تفصلنا اسابيع قليلة عن شهر رمضان المبارك الذي يحل هذه السنة في ظروف استثنائية، مع تفشي وباء كورونا، وفرض الحجر الصحي في العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة. ويحاول العديد من رجال الدين المسلمين تقديم إجابات لملايين الأشخاص الذين بدأوا في طرح بعض الأسئلة المتعلقة بهذا الشهر. وفي فتوى جديدة قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني ان إقامة التراويح في المساجد سنة الضعفاء وإقامتها في البيوت سنة الأقوياء. واستدل الريسوني، في فتوى صلاة التراويح بالبيوت إلى دلائل من القرآن والسنة، وإنها تثبت ضرورة الحفاظ على سلامة النفس في الدين الإسلامي وتدخل في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية كونها تحافظ على الصحة العامة للإنسان. وحول صلاة الجمعة بالمساجد وصلاة الجماعة استدل الريسوني من القران الكريم بقوله الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، وأضاف أن الدليل الثاني الذي استند عليه الاتحاد في فتواه هو قوله عليه الصلاة والسلام "لا ضرر ولا ضرار"، فحيث ما كان الضرر يجب رفعه ومنعه قبل أن يقع. كما أشار إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول فيه "من أكل من هذه الشجرة "أي الثوم" فلا يقربن مسجدنا"، معتبرا أن الحديث ينهى عن مجرد إدخال الرائحة إلى المصلين فما بالك بمرض قد يؤدي إلى الموت، فحين يشتد الخطر يجب توقيف الصلاة في المسجد جماعة ولا يجوز إقامتها. أما بالنسبة لبعض الادعاءات بأن الاتحاد قدّم حفظ النفس على حفظ الدين، أوضح الريسوني أن الدين محفوظ لأن الصلاة وذكر الله لن يمنعا ولا مانع من الأذان، وما سيتم التوقف عنه هو صلاة الجماعة، وهي فقط جزء تكميلي من حفظ الدين، فالصلاة هي الأساس في ذلك. وأضاف الريسوني أن الدين لا يذهب بهذا الإجراء الوقتي، والتضرع إلى الله غير مقرون بمكان محدد، ولذلك يستحسن أن يبقى الأذان لكونه شريعة مستقلة ولا مسوغ لإيقافه، مضيفا أنه يمكن إبقاء المساجد مفتوحة لمن أراد أن يصلي منفردا. كما أشار إلى أن هذه المحنة البشرية تظهر الوحدة القائمة بين روح الأديان، وأن الإسلام دين الصحة والنظافة والتغذية الصحية، معتبرا أن هذا الوباء سيبين أن الدين الإسلامي يمكن أن يقي من تفشي المرض، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية حفظ للأديان وحفظ للأبدان.