تبادلت وزارة الثقافة المغربية الاتهامات مع منظمة يهودية تعمل بأوروبا بشأن مزاعم الأخيرة عن عرض كتب معادية للسامية خلال الدورة المنصرمة من معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر. وبينما نشر مركز ويسنتهال- أوروبا، الذي يوجد مقره بباريس، على موقعه الالكتروني، مضمون رسالة وجهها مدير العلاقات الدولية بالهيئة شمعون صاموئيل الى وزير الثقافة، يحتج فيها على عرض مجموعة من الكتب التي وصفها بأنها “معادية للسامية”، أصدر وزير الثقافة المغربي بيانا توضيحيا أدان فيه “هجوما مسعورا وغير مبرر لا يمكن تفسيره الا بعدائه تجاه المغرب ورغبته في المس بنموذجه في التسامح والانفتاح”. وحذر المسؤول بالمركز في هذه الرسالة من أن “هذه النصوص السامة لا تهدد فقط المجموعات اليهودية المتبقية بالمغرب والعالم العربي،” بل تشكل خطرا أيضا على “الملكية المغربية المعتدلة” التي تستهدفها نفس التهديدات، في إشارة الى الجماعات المتطرفة. وجاء عرض مضمون الرسالة مرفقا بنسخ مصورة من أغلفة كتب زعم المركز أنها كانت معروضة خلال المعرض الذي نظم في فبراير. ومن هذه الكتب “كفاحي” لأدولف هتلر، و “بروتوكلات حكماء صهيون” وكتاب بعنوان “الهولوكوست” و “الموساد” وغيرها من الكتب التي قال المركز اليهودي إنها عرضت أساس من قبل دور نشر مصرية وسورية. ونشرت صحيفة “ألكيمينير” Algemeiner ” المتخصصة في متابعة الشأن اليهودي عبر العالم، تقريرا عن هذا الموضوع ناقلة عن مسؤول مركز ويسنتال- أوروبا أن وزير الثقافة المغربي وعده في اتصال هاتفي بالحرص على منع عرض أي كتاب يحرض على الكراهية في معرض الدارالبيضاء، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق على أرض الواقع. وزير الثقافة المغربي أصدر بيانا صحافيا، وصل لموقع CNN بالعربية نسخة منه، نفى فيه ما وصفه ب”ادعاءات” شمعون صاموئيل وقال إنه “على عكس ما يزعم السيد صاموئيل، لم أتلق أي اتصال من طرفه هذه السنة بأي شكل من الأشكال، سواء بالهاتف أو عن طريق البريد”. وحول وجود كتب معادية لليهود بالمعرض، أكد الوزير محمد أمين الصبيحي، أن قوائم “المؤلفات المقدمة للمعرض تتم دراستها من طرف لجنة مختصة تسهر، بكل صرامة، على استبعاد كل مؤلف يحرض على الكراهية أو العنف أو العنصرية” مشددا على أن المعرض “المنفتح على ثقافات العالم وعلى الحوار الخصب، بعيد كل البعد عن الصورة النمطية التي تروج لها هذه الادعاءات”. وفي تلميح الى أن خلفيات الاتهامات التي أطلقها المركز ضد معرض الدارالبيضاء للكتاب ذات طابع سياسي أساسا، أشار الصبيحي الى أن المعرض استضاف في دورته المنصرمة فلسطين كضيف شرف موضحا أن فلسطين قدمت من خلال مشاركتها في التظاهرة درسا قويا في ارادة التعايش والعيش المشترك. وأكد الوزير الذي ينتمي الى حزب “التقدم والاشتراكية” اليساري، الذي ضم تاريخيا قيادات من اليهود المغاربة، أن المغرب استطاع، عبر تاريخه، أن يؤسس نموذجا للتعايش بين الثقافات والأديان، وهو ما جعل المجتمع المغربي محصنا من أي توجه عنصري أو معاد للسامية.