نفى وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي بشدّة مزاعمَ مركز "ويسنتهال-أوربا" اليهودي، بعرْض كتبٍ مُعادية للسامية خلال الدورة الأخيرة لمعرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب، خلال شهر فبراير الماضي، قائلا إنَّ تلكَ المزاعمَ لا أساسَ لها من الصحّة. وأوضح الصبيحي في تصريح توصّلت به هسبريس أنّه، بخلاف ما صدرَ عن المعهد اليهودي منْ أنّه راسل وزير الثقافة واحتجّ عليه لعدم وفائه بعدم السماح بترويج كتب معادية للسامية بمعرض الدارالبيضاء، أنه لمْ يتلقّ أيّ مراسلة من طرف مسؤولي المعهد. وقالَ وزير الثقافة إنّه لم يتلقّ أيّ اتصال من طرف مدير العلاقات الدولية في المركز، شمعون صاموئيل هذه السنة، "بأيّ شكل من الأشكال، سواء بالهاتف أو عن طريق البريد"، وأضاف "أنفي بقوّة وبشكل قاطع هذه الادّعاءات"، مفنّدا ما تمّ تداوله إعلاميا بهذا الخصوص. وبيْنما نقلت صحيفة أمريكية مقرّبة من الأوساط اليهودية أنّ شمعون صاموئيل اتصل بوزير الثقافة المغربي وطالبه بعدم السماح بعرْض كتبٍ معادية للسامية بمعرض النشر والكتاب بالبيضاء، نفَى الصبيحي ذلك جملة وتفصيلا، وقال إنّ أيّ اتصال بيْنه وبين صاموئيل لم يتمّ. وأكّد الصبيحي أنّ ادّعاء المركز اليهودي بعرْض كتبٍ معادية للسامية عارٍ من الصحّة، موضحا أنّ لوائح المؤلفات المُقدمة للمعرض من طرف دُورِ النشر تتم دراستها من طرف لجنة مختصة "تسهر بكل صرامة على استبعاد كل مؤلَّف يحرّض على الكراهية أو العنف أو العنصرية". وشدّد وزير الثقافة على أنّ معرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب "المنفتح على ثقافات العالم وعلى الحوار الخصب، بعيد كل البعد عن الصورة النمطية التي تروّج لها هذه الادّعاءات". ووصف الصبيحي احتجاج شمعون صاموئيل ب"الهجوم المسعور وغير المبرر، والذي لا يمكن تفسيره إلا بعدائه تجاه المغرب ورغبته في المس بنموذجه في التسامح والانفتاح". وأضاف أنّ المغربَ "استطاع، عبر تاريخه، أن يؤسس نموذجا للتعايش بين الثقافات والأديان، وهو ما جعل المجتمع المغربي محصنا من أي توجه عنصري أو معاد للسامية". وردّا على الانتقادات التي وجّهها المركز اليهودي لمعرض النشر والكتاب بالبيضاء، باستقبال فلسطين كضيف شرف للدورة الأخيرة للمعرض، قال وزير الثقافة "إنه لمن دواعي الاعتزاز أن نستقبل فلسطين كضيف شرف للمعرض، والتي قدمت درسا قويا في إرادة التعايش والعيش المشترك".