إعتبر خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، احتفالات الشعبين المغربي والجزائي عند النقطة الحدودية (بين لجراف) الفاصلة بين الحدود المغربية والجزائرية، هي إنعكاس لواقع على الأرض وفي قلوب الشعبين واستمرار لفكرة البناة الذين قاوموا الاستعمار حتى خروجه أواسط القرن الماضي. وقال أستاذ العلاقات الدولية في تصريحه لموقع rue20.Com، إن هذا يعني أن المجهود الدعائي للعداء الذي استهلك من النظام الجزائري وقتا طويلا لم ولن يؤت أكله أمام ترسخ فكرة الوحدة المغاربية في الوجدان الجماعي الشعبي. وأبرز خالد الشيات، أن هذا يعني ايضا ان السياسيين بالجزائر على نقيض مع توجهات الشعب الجزائري الفطرية في التواصل وفتح الحدود البرية المغلقة من جانب واحد من زمن بعيد بحجج واهية تتكرر في كل مناسبة يدعو فيها المغرب الجزائر إلى التعقل. وأكد الشيات، على أن الارتباط الروحي والوجداني بين الشعبين ينتقل إلى صور واضحة في مناسبات جماعية كهذه، لكن هناك حالات يومية من الانكسار الذي يتسبب فيه النظام الجزائري بغلق الحدود على المستوى الاجتماعي. وأضاف الشيات قائلا: “إذا كانت هذه الحكومة تحترم نفسها فالمطلب واضح ولا يحتاج إلى تأويل والتعنت في بناء مسار مندمج ومتكامل بين البلدين وكذا في الفضاء المغاربي هو مجرد هروب إلى الأمام لن يساعد النظام الجزائري على طرح بدائل سياسية قابلة للتحقيق في ظل الوضع المتأزم الذي يعرفه هذا البلد الغني بثرواته وتاريخه”. ويلتقي المغاربة والجزائريون بشكل يومي عند النقطة الحدودية بين لجراف حاملين الاعلام المغربية والجزائرية، بعد تألق المنتخب الجزائري في منافسات أمم إفريقيا ، حيث تصدح حناجرهم بشعارات من قبيل “خاوة خاوة-ماشي عداوة”، وهو الهاشتاغ الذي أطلقه نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. ويرى متتبعون أن هذا الالتحام بين الشعبين الشقيقين، من شأنه أن يعيد مطلب فتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة منذ عام 1994، إلى الواجهة، لاسيما وأن الجزائريين يرفعون في مسيراتهم الاسبوعية شعارات تدعو إلى فتح الحدود. وتربط بين الشعبين الشقيقين علاقات الاخوة والمصاهرة والقرابة والدم، وتجمعها العقيدة المشتركة، غير أن كل ما يفرق بينهما هو السياسة.