كشفت نشرة الخزينة العامة للمملكة بأن الإيرادات الضريبية المباشرة والغير المباشرة سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بداية يناير 2019. و حسب ذات النشرة الرسمية، فانالمداخيل العادية بلغت 1ر19 مليار درهم في شهر يناير 2019 ، مقابل 7ر16 مليار درهم في الشهر نفسه من سنة 2018، أي بتسجيل زيادة حددت نسبتها في 1ر14 بالمائة. ويعزى ذلك ، كما جاء في النشرة ، إلى الارتفاع المسجل في الشق المتعلق بالضرائب المباشرة ( زائد 5ر6 بالمائة) ، والضرائب غير المباشرة ( زائد 5ر21 بالمائة) ، ورسوم التسجيل والتنبر ( زائد 3ر7 بالمائة)، والمداخيل غير الضريببة ( زائد 2ر79 بالمائة). من جهة أخرى، اعتبرت النشرة أن ‘التبذير' الحكومي للميزانية ساهم في تسجيل عجز خلال ذات الشهر، حيث سجلت النفقات برسم الميزانية العادية ارتفاعا بنسبة 9ر18 في المائة ( 2ر31 مليار درهم في شهر يناير 2019) ، مبرزة أن هذه الزيادة تعزى بشكل خاص إلى الارتفاع المسجل في نفقات التسيير بنسبة 6ر16 بالمائة ، ونفقة الاستثمار بنسبة 8ر25 بالمائة. وأضافت النشرة أن الإيرادات من الحسابات الخاصة للخزينة بلغت 2ر15 مليار درهم ، مع الأخذ بعين الاعتبار التحويلات التي مصدرها الميزانية العامة للاستثمار البالغة (4ر10 مليار درهم ). في حين حددت النفقات في 9ر3 مليار درهم . الى ذلك، ساهمت التدابير الضريبية الجديدة للمملكة في تحصيل ايرادات جديدة، وهو ما اعتبره متتبعون توجهٌ محمود للاستغناء عن الهبات الخليجية لتوقيع الميزانية العامة للدولة، حيث أصبح مطلوباً من الحكومة البحث عن الإيرادات داخلياً لتأمين استقلالية في تمويل الميزانية. وأصبح الدعم الخليجي يشكل ابتزازاً لسيادة المملكة المغربية، خاصة مع تصاعد التوتر بين عدد من بلدان الخليج العربي بقيادة السعودية، حيث تأخر الدعم الموجه للمملكة لعدة أشهر السنة الماضية.