تعيش حكومة سعد الدين العثماني أزمة سياسية خانقة بعد إلغاء كتابة الدولة للماء من الهيكلة الحكومية، وهو الأمر الذي أغضب الحليف الأول للعدالة و التنمية حزب التقدم والاشتراكية ، الذي صعد ضد رئيس الحكومة، و هدد بالخروج من الحكومة. مجلس الرئاسة في حزب “الكتاب”، و الذي يترأسه إسماعيل العلوي، وجد في أزمة حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء مناسبة لتوجيه مراسلة إلى المكتب السياسي للحزب، يدعو فيها إلى طرح الانسحاب من الحكومة. إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية قال في تصريح صحفي موجهاً كلامه ل”البيجيدي” : ” شكرا لهم ولكن سلوك أمينهم العام كرئيس للحكومة لم يكن في المستوى”، وذلك في انتقاد واضح للعثماني. وأكد العلوي في حوار مع “إيلاف” أن اللجنة المركزية هي صاحبة القرار ومن دون شك أن الأمين سيتقدم بتقرير أمامها وهي التي ستتخذ القرار المناسب، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مطروحة أمام الحزب. مصادر أكدت أن هناك اقتناعا لدى قيادات الحزب بأن التحالف مع حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، انتهى، وأن اللجنة المركزية التي ستجتمع قريبا، ستتخذ قرارا حاسما بشأن الاستمرار في الحكومة من عدمه. من جهته، اعتبر كريم تاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن ما ورد في بيان حزب العدالة والتنمية حول العلاقة التي تربط بين الحزبين وضرورة الحرص على استمرارها “كلام لن يغير شيئا في الموضوع”. و أضاف أنه في حال عدم توفر أجوبة مقنعة ومعطيات شافية تفسر ما وقع في موضوع حذف كتابة الدولة المكلفة الماء، فإن حزب التقدم والاشتراكية سيدعو لانعقاد لجنته المركزية في دورة خاصة، يوم السبت 22 شتنبر ، قصد تدقيق تحاليل الحزب واتخاذ الموقف الذي تتطلبه المرحلة، وذلك في إشارة إلى إمكانية إعلان مغادرة حكومة العثماني وفك تحالفه مع حزب العدالة والتنمية.