تعرف مدينة تنغير كارثة بيئية حقيقية بعدما تدفقت مياه الصرف إلى حي “تحيت” و أغرقته بالكامل و أتلفت الأراضي الزراعية المجاورة له. و قال مواطنون من تنغير أن مياه “الواد الحار” أغرقت أزقة الحي بالكامل حسب ما أظهرته صور انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مشيرين إلى أن الأمر ليس وليد اليوم بل تعود لسنوات حيث أكدوا أن الحي يعاني باستمرار من فيضان المجاري دون أن تتدخل أي جهة. و أضاف مواطنون متضررون في اتصال مع Rue20.Com أنهم تضرروا بشكل كبير من الكارثة البيئية التي ضربت حيهم مشيرين إلى أن أطفالهم كانوا أكثر عرضةً للفيروسات التي نتجت عن المستنقعات وهو ما ينذر بانتشار أوبئة و أمراض معدية و فتاكة. و أشار متضررون إلى أن السبب في تدفق مياه الصرف الصحي يكمن في تصميم الشبكة بحيث لم تتم مراعاة السعة الاستيعابية، بالإضافة إلى غياب إجراءات السلامة العامة في الشبكة وأبسطها وضع ردادات للمياه، مما اضطرر عائلات من سكان حي “تيحيت” إلى مغادرة منازلهم هربا من مياه المجاري التي تنبعث منها روائح كريهة خصوصا و أن الكارثة البيئية تزامنت مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف. “انبارك أمرو” فاعل جمعوي وصحفي حاصل على جائزة الحسن الثاني للبيئة وهو ابن المنطقة قال في تصريح لRue20.Com أن الوضع الذي تعيشه مدينة تنغير على مستوى تسرب مياه الصرف الصحي الى الواحة المجاورة للأحياء الساكنة ينم عن فشل التدبير وضعف الإحساس بالمسؤولية سواء من لدن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وايضا من لدن المجلس الجماعي الذي انتخبه السكان لتدبير شؤونهم. و أضاف “أمرو” أن الأخطر هو أن تسرب المياه العادمة الى الواحة اصبح ظاهرة تعكر جو ساكنة مركز المدينة والاحياء المجاورة له وأغلبهم من المغاربة المقيمين بالخارج وعائلاتهم التي أضحت تؤدي ضريبة ” الخنز ” كل سنة جراء فشل الحلول التي ما فتئت تقدمها الجهات المعنية ( المجلس الجماعي ومصالح المكتب الوطني للماء ). هذا الوضع حسب ذات المتحدث يستدعي استثمارات جدية لمعالجة الوضع بشكل نهائي احتراما للحقوق البيئية للساكنة التي لا حول لها ولا قوة ويقتضي كذلك حسب قوله تقديم اعتذار رسمي لهؤلاء السكان الذين ضلوا لسنوات يستنشقون الروائح الكريهة مما أضر بسمعة أحيائهم السكنية وتراجع الاقبال على السكن بها سواء من لدن الباحثين عن دور الكراء مشيراً إلى أن المشكل فرض على العديد من الاسر إلى عرض منازلها للبيع بأثمنة بخسة جراء هذا الواقع البيئي الهش.