وسط إجراءات أمنية مشددة، تم أول أمس الإثنين إحضار المدعوين “الرماش” و”البوزياني”، من أجل إجراء مواجهة مع بارون المخدرات “الشعيري”، صاحب العرس الأسطوري بالفنيدق، للنظر في التهم الثقيلة التي يتابع من أجلها من طرف هيئة محكمة الاستئناف بتطوان، فضلا عن كشف حيثيات وظروف العلاقات المتشبعة التي تربط بين مافيات الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال وتكوين عصابات إجرامية. وكانت جلسة أمس الثلاثاء، بمحكمة الاستئناف بتطوان، فاصلة في التهم الثقيلة الموجهة إلى البارون “الشعيري”، حيث تم استنطاق “الرماش” و”البوزياني” بتفصيل حول العلاقة التي تجمعهما مع المتهم، وظروف التنسيق من أجل القيام بتهريب المخدرات عبر الزوارق “الشبح”، وعقد صفقات خفية تتعلق بأعمال إجرامية يعاقب عليها القانون الجاري به العمل. و سبق لبارون المخدرات “الرماش” أن ذكر اسم البارون “الشعيري”، أثناء التحقيقات الماراثونية التي باشرتها معه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، حول مجموعة من الملفات المتعلقة بالاتجار الدولي في المخدرات واستعمال أسلحة بدون ترخيص، وتكوين عصابة إجرامية، لذلك ستعمل هيئة المحكمة بتطوان على التمحيص والتدقيق بشكل جيد في كافة التفاصيل والحيثيات والاستماع إلى جميع الأطراف، قبل إصدار الحكم والفصل في التهم تورد “الأخبار”. وسبقت متابعة البارون “الشعيري” من طرف النيابة العامة المختصة، بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وحيازة الاتجار في المخدرات وتصديرها إلى الخارج، فضلا عن حيازة بضاعة أجنبية دون سند مشروع (الزوارق والمعدات)، وخرق المقتضيات المتعلقة بحركة وحيازة المخدرات. وكانت فرقة ولائية خاصة، تابعة لقسم الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان، تمكنت خلال السنة الماضية، من إلقاء القبض على بارون المخدرات المدعو “الشعيري”، والذي سبق وتمكن من الفرار من زفاف ابنته “الأسطوري” الذي أقيم قبل أشهر، بحي حيضرة ضواحي الفنيدق، وتمت مداهمته من طرف أفراد الضابطة القضائية مرفوقين بمسؤولين امنيين من مختلف الرتب، لكن المبحوث عنه دوليا بتهم تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، غادر الحفل دقائق قبل تنفيذ عملية الاقتحام، بسبب الحراسة المشددة التي كلف بها معاونيه، وإشعاره من طرف المقربين منه بتحرك السلطات الأمنية اتجاه الخيام التي نصبت للاحتفال بالزفاف.