أدان مجلس وزراء الخارجية العرب، الجرائم الإسرائيلية الممنهجة واسعة النطاق التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدنيين العزل والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وشجب المجلس في قرار أصدره في ختام اجتماعه الطارئ المنعقد، اليوم الخميس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، هذه الجرائم التي كان آخرها الاعتداء الوحشي على المتظاهرين الفلسطينيين السلميين الذين خرجوا في مسيرات سلمية بالتزامن مع ذكرى النكبة واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس مطالبين بحقوقهم المشروعة في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية خاصة على خطوط قطاع غزة المحاصر والتي راح ضحيتها مئات الشهداء. وفي هذا الصدد، طالب الوزراء مجلس الأمن والجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان، باتخاذ الإجراءات اللازمة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث غزة الأخيرة والعمل على تمكين هذه اللجنة من فتح تحقيق ميداني محدد بإطار زمني وضمان إنفاذ آلية واضحة لمساءلة ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة وعدم إفلاتهم من العقاب العادل وإنصاف الضحايا . كما طالب الوزراء، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لضمان حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين من جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ومطالبة مجلس الأمن بإنفاذ قراراته ذات الصلة لحماية المدنيين. وجدد وزراء الخارجية العرب التأكيد على التمسك ب”السلام كخيار استراتيجي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها والتي نصت على أن السلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها يجب أن يسبقه إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أدانوا بشدة الاقتحامات الإسرائيلية المتوالية والمتكررة للمسجد الأقصى المبارك والسماح للمستوطنين تحت حراسة قوات الأمن الإسرائيلية بالدخول إلى باحة المسجد الأقصى واعتبروا ذلك “عملا استفزازيا” من شأنه تأجيج المشاعر ودفع الأمور إلى العنف. ومثل المغرب في هذا الاجتماع وفد ترأسته كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيدة منية بوستة، وضم على الخصوص سفير المملكة في القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية أحمد التازي.