أدى تراجع نشاط تهريب الوقود عبر الشريط الحدودي المغربي-الجزائري، إلى تدهور الأوضاع المعيشية بجهة الشرق، في وقت كان يوفر فيه العديد من مناصب الشغل للمئات من الشباب العاطلين عن العمل وإعالة مئات العائلات. وربط مواطنون تحدثوا لموقع Rue20.com، تراجع نشاط التهريب، بالوضع الأمني، معتبرين أن”تهريب الوقود كان يحرك عجلة الاقتصاد بالجهة من خلال توفيره للعديد من مناصب الشغل للشباب القاطنين على مرمى حجر من الحدود البرية المغلقة منذ صيف عام 1994″، والمتواجدين في أقاليم مختلفة من جهة الشرق. https://youtu.be/pjUado7PVpU موقع rue20.com، نزل إلى شوارع مدينة وجدة، عاصمة المغرب الشرقي، التي تبعد بحوالي 12 كليومترا عن المركز الحدودي “زوج بغال”، واستقى آراء العديد من المواطنين بخصوص تدهور الأوضاع المعيشية لساكنة جهة الشرق، جراء توقف نشاط تهريب الوقود الجزائري. وأكد المواطنون في تصريحاتهم إلى الموقع، أن نشاط التهريب كان يوفر مناصب الشغل بنسبة 95 في المائة، وانه فور توقف نشاط التهريب أصبح الشباب يعانون من البطالة، مشيرين إلى أن الجهة لا تتوفر على الشركات التي من شانها أن توفر مناصب الشغل لممتهني الظاهرة، داعين السلطات والمسؤولين إلى توفير بديل اقتصادي من اجل التصدي لشبح البطالة الذي أصبح يخيم على جهة الشرق. وفي سؤال للموقع حول الأسباب التي أدت إلى توقف نشاط تهريب الوقود، أكد المواطنون الذين إلتقى بهم rue20.com، أن القرار لا تعرفه سوى السلطات، وان يرجح أن يكون راجع إلى أسباب أمنية محضة. ويطالب ساكنة جهة الشرق، بإحداث وحدات صناعية بالجهة من اجل فتح المجال أمام الشباب، في وقت يعيشون فيه على وقع العطالة والفقر، على اعتبار أن البطالة من شأنها أن تؤدي إلى بروز العديد من الظواهر التي قد تشكل عبئا على الأمن العام. وكانت جهة الشرق، تحتل المرتبة الأولى على مستوى ترويج البنزين المهرب من الجزائر، وتظل معها مدينة بني أدرار (تبعد 20 كلم عن وجدة)، المركز الرئيسي لتجارة الوقود، بحكم موقعها الاستراتيجي القريب من الحدود الجزائرية. وفي إطار التصدي لظاهرة التهريب عبر الحدود، أحدثت السلطات المغربية سياجا حدوديا على مسافة 110 كلم، يراد منه منع نشاط التهريب، وتنقل العناصر المتطرفة من الجزائر إلى المغرب. ويتكون السياج من جزأين أحدهما أسمنتي وهو بمثابة قاعدة ارتفاعها 50 سنتيمترًا، والجزء المتبقي عبارة عن سياج حديدي يبلغ طوله مترين ونصف، أي أن الطول الإجمالي لهذا السياج 3 أمتار. وتجدر الإشارة إلى أن أكبر نسبة للبطالة التي تشهدها جهة الشرق سجلتها مدينة وجدة، حيث تتجاوز وفق المندوب الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط، 15% كأكبر نسبة مسجلة على المستوى الوطني.