أكدت كاتبة الدولة لدى وزير السياحة، والنقل الجوي، والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة بالسياحة لمياء بوطالب أن إسبانيا، التي تعد إحدى البلدان الأكثر تصديرا للسياح نحو المغرب، سوق ” مهم جدا ” بالنسبة لقطاع السياحة بالمملكة. وأوضحت بمناسبة دورة 2018 للمعرض الدولي للسياحة بمدريد المنعقد ما بين 17 و21 يناير الجاري، أن ” السوق الإسبانية هي ثاني سوق مصدرة للسياح نحو المغرب بعد فرنسا، كما تشكل المملكة الوجهة الأولى غير الأوروبية بالنسبة للسياح الإسبان “. وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الاهتمام الكبير بالسوق الإسبانية يتجسد من خلال الحضور القوي للمغرب لفعاليات هذه الدورة بوفد يضم أزيد من 200 فاعل سياحي مغربي يمثلون عددا من جهات المملكة. وأبرزت كاتبة الدولة أن السوق الإسبانية سجلت ارتفاعا مهما بنسبة 7 في المائة خلال سنة 2017، موضحة أن هذا الارتفاع يعود إلى عدد من العوامل من بينها تعزيز الربط الجوي بين إسبانيا والمغرب، سواء تلك التي تؤمنها شركات الطيران الجوية أو الشركات منخفضة التكلفة. وشددت بوطالب على حضور عدد من الفاعلين السياحيين الإسبان الكبار (غلوباليا، ميليا، إيبروستار …) بالمغرب والذين يستقطبون السياح الإسبان من عشاق السياحة الطبيعية والثقافية. وحول مشاركة المغرب في دورة 2018 للمعرض الدولي للسياحة بمدريد، قالت بوطالب إنها تهدف بالأساس إلى النهوض بتعزيز الأعمال بين الفاعلين في البلدين ودعم الأنشطة السياحية بالمغرب، خاصة وأن 2018 تبدو واعدة. ويشارك المغرب في المعرض الدولي للسياحة بمدريد (فيتور 2018) بجناح يمتد على مساحة 312 مترا مربعا للتعريف بالمؤهلات السياحية للمملكة. وسيكون الجناح المغربي مصمما لاستقبال 25 عارضا ، وهو تظاهرة سياحية رائدة بالنسبة للأسواق الإيبيرية والأمريكية المستقبلة والمصدرة للسياح. كما يشكل المعرض مناسبة للزوار لاكتشاف مميزات فن الطبخ المغربي، من خلال عروض طبخ، وأيضا فرادة الصناعة التقليدية، حيث تشهد دورة هذه السنة على الخصوص إبراز بعض المنتجات التقليدية لمدينة الحسيمة، ممثلة بسيدة متخصصة في صناعة القفف. وشهد توافد السياح الإسبان على المغرب نموا مطردا في السنوات الأخيرة، حيث انتقل من مليونين و5705 بنهاية شهر نونبر 2016 إلى مليونين و159 ألف و927 خلال نفس الفترة من عام 2017، بمعدل نمو سنوي قدره 8 في المائة. وأوضح المكتب أن مدينة مراكش تظل الوجهة المفضلة للإسبان سواء بالنسبة للإقامة الفردية أو على مستوى العروض المقدمة من منظمي الرحلات السياحية، تليها طنجة والدار البيضاء وفاس، فضلا عن منتج “شبكة المدن التاريخية والأثرية”. ويعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة ضمن خطة عمله لعام 2018 إنجاز العديد من الإجراءات التواصلية من أجل الظفر بحصص من السوق بالوجهات الإسبانية الرئيسية المصدرة للسياح، ويتعلق الأمر بمدريد (19 في المائة) وكاتالونيا (17.2 في المائة) والأندلس 13.6) في المائة) وبلنسية (10.7 في المائة). ويمثل معرض (فيتور) أحد أهم المعارض المهنية لصناعة السياحة في أوربا. وقد سجل المعرض سنة 2017 رقما قياسيا جديدا في عدد المشاركين الذي بلغ 9893 عارضا من 165 دولة. وسجلت هذه الدورة أيضا مشاركة أكثر من 135 ألف مهني (من منظمي الرحلات السياحية، وشركات النقل، والفندقيين، ومنظمي الرحلات البحرية، ومكاتب ولجان السياحة) واستقطبت أكثر من 100 ألف زائر. وبالنسبة لدورة 2018، فإن المشاركة الدولية في هذا المعرض ارتفعت ب 13 في المائة. وينتظر أن يصل الأثر الاقتصادي لهذه الدورة إلى 260 مليون أورو.