تقترب وزارة الداخلية من إجراء حركة تعيينات وتغييرات واسعة في صفوف رجال السلطة بمختلف درجاتهم، بداية بالكتاب العامين ورؤساء أقسام الداخلية والباشوات والقياد، على أن تتولها حركة في صفوف الولاة والعمال. وكشفت مصادر مطلعة أن الداخلية تنتظر إنتهاء لجنة التأديب، التي يرأسها مولاي إدريس الجوهري، الوالي المدير العام لشؤون الداخلية، من طي صفحات رجال السلطة الذين ضربهم زلزال فساد قوي، لتعلن رسميا عن أكبر حركة تعيينات وتنقيلات وترقية في صفوف الولاة والعمال والكتاب العامين والباشوات ورؤساء أقسام الداخلية والقياد. واستنادا إلى معلومة حصلت عليها “الصباح”، فإن صناع القرار في “أم الوزارات”، قرروا، بعد مناقشات ماراثونية ومستفيضة، التخلي عن فكرة استقدام عناصر من خارج أسوار الوزارة، وتعيينها في موقع المسؤولية في العديد من الولايات والعمالات، وذلك وفق دفتر تحملات، والاكتفاء بمنح الفرصة لأبناء الدار من خلال ترقية من يستحق، وتعيينه في منصب وال أو عامل أو كاتب عام أو باشا أو رئيس قسم الشؤون الداخلية. وحددت وزارة الداخلية العديد من الشروط مزال الاستفادة من التدرج في المنصب، أبرزها الكفاءة والنزاهة والعمل الميداني وحسن التواصل مع السكان وإطفاء نار الحركات الاحتجاجية بأقل تكلفة وعدم التورط في شبهة الفساد منذ القدوم إلى الإدارة الترابية. ووفق ما يروج داخل كواليس وزارة الداخلية، فإن لائحة الولاة والعمال التي سيعلن عنها في الأسبوع الأول من الشهر المقبل حتى يتم ملء الفراغ الإداري الذي تعانيه العديد من الولايات والعمالات، ستعرف مفاجآت كبيرة، إذ تستعد الوزارة التخلي عن ولاة وعمال عمروا طويلا، وتم التمديد لهم لأكثر من مناسبة، مع الاحتفاظ بآخرين حازوا على تنقيط جيد رغم أنهم تجاوزوا سن التقاعد، نظير محمد مهيدية، والي جهة الرباطسلاالقنيطرة، ومحمد الدردوري، والي بني ملالخنيفرة ومحمد اليعقوبي، والي جهة طنجةتطوانالحسيمة. ويروج حديث قوي عن إمكانية تعيين وال جديد على رأس ولاية جهة الدارالبيضاءسطات، رغم حداثة تعيين عبد الكبير زاهود، القادم إلى أكبر ولاية من حزب الاستقلال، وهو الذي تخونه تجربة الإدارة الترابية التي تحتاج إلى بروفايلات مجربة ومدربة وراكمت تجارب في المسار المهني لرجال السلطة. وكشفت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الداخلية، أن ثلاثة عمال مرشحون فوق العادة لتولي منصب وال، ويتعلق الأمر بعثمان السوالي، عامل ميدلت، وعلي خليل، عامل الناظور، وعبد الغني الصبار، عامل مكناس، وهو أقدم عامل في عهد وزارة الداخلية، وقد تأخرت ترقيته لأكثر من مناسبة، وفق ما بحكي مقربون منه، مقابل ذلك سيتم الاستغناء عن ولاة وعمال بسبب ظروفهم الصحية، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى عامل تمارة، في ما يروج أن عامل سيدي قاسم الصيدلاني أبو زيد ينتظر بفارغ الصبر إعفاءه من منصبه لأسباب مازالت مجهولة.