لم يكن روبرت موغابي، رئيسا أبديا فقط لزمبابوي، بل تميز ايضا بسلاطة لسان من نوع خاص، إضافة إلى ما انتهجها من سياسات دفعت خصومه إلى وصفه ب”قاتل البيض” وب”العنصري الأسود”. من بين أكثر المواقف والتصريحات غرابة التي صدرت عن موغابي إعلانه عام 2015 أنه يود طلب يد رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما!. فعل الرئيس الزمبابوي السابق ذلك، وقال عبر أثير الراديو الوطني بهذا الصدد :”قررت للتو، بما أن الرئيس أوباما يقر الزواج المثلي، ويحمي المثليين، وفي نفس الوقت يتمتع بمظهر لطيف ، سأذهب إلى واشنطن، وأجثو أمامه وأطلب يده”!. يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد بارك عام 2015 قرار المحكمة العليا في بلاده القاضي بالسماح بزواج المثليين في جميع الولاياتالأمريكية، وعلّق بهذا الشأن في تويتر بهاشتاغ يقول : الحب ينتصر، مشددا على أن ” هذا الحكم يدشن لمرحلة جديدة من الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، وخطوة كبيرة في مسيرة البلاد نحو المساواة.. لقد أصبح من حق المثليين الزواج كالآخرين”، وموغابي رد عليه بطريقته الخاصة. لم يكن هذا الموقف الوحيد “غريب الأطوار” للرجل الذي حكم زمبابوي 37 عاما، وكاد أن يورث زوجته كرسي الرئاسة لولا الإطاحة به مؤخرا، إذ تنسب له الكثير من الأقوال التي لا تخلو من بذاءة ومن إيحاءات جنسية، إضافة إلى تصريحات عنصرية من قبيل “الرجل الأبيض الوحيد الذي يمكنك الوثوق به، هو الرجل الأبيض الميت”. وكان موغابي خاطب أوروبا معلقا على العقوبات الأوروبية ضد بلاده قائلا :”نحن لسنا ضد أن تحظرنا العقوبات عن أوروبا، نحن لسنا أوروبيين”. ورد على الضغوطات الأوروبية والأمريكية ضد نظامه عام 2008 صارخا :”الرب فقط الذي عينني، يستطيع أن ينزعني”. وفي الخاتمة لم يهنأ روبرت موغابي المناضل العنيد ضد نظام الفصل العنصري، والرئيس الدائم لأكثر من ثلاثة عقود، بشيخوخته وقد ناهز عمره 93 عاما. موغابي العجوز لم يكل ولم يمل، ولو استطاع لما ابتعد عن كرسيه خطوة واحدة، لكنه أجبر على التنحي ومنح بدلا عنه، حصانة تحميه من المساءلة القانونية. لكن من جهة أخرى يمكن القول إن روبرت موغابي خرج قياسا بما حدث في العراق وليبيا ورومانيا وبلدان أخرى، قد خرج منتصرا، فهو على الأقل بقي على قيد الحياة.