تعتبر مدينة ‘تفرسيت' المتواجدة باقليم الدريوش المجاور لاقليم الناظور، بالريف، من المناطق الأكثر تهميشاً بالمنطقة، بسبب العُزلة الجغرافية والادارية. فرغم الامكانات الهائلة للمنطقة سياحياً وفلاحياً، فان المدينة التي وُلدَ بها وزير الداخلية الحالي ‘عبد الوافي لفتيت'، تعيش الأمرين، بين عُزلة جغرافية في غياب شبه كُلي للمسالك الطرقية، التي تربط المنطقة ببقية المدن والطريق الوطنية رقم 2، هذا فضلاً عن غياب مستوصف بأطباء وممرضين لساكنة تقارب 12000 نسمة. عبد الوافي لفتيت، الذي ترعرع بالمنطقة قبل أن ينتقل رفقة عائلته لمدينة طنجة، التي درس بها ليتابع دراسته بفرنسا، وتولى عذة مناصب سامية من والي بطنجة الى مدير للميناء الترفيهي لطنجة، ووالي للعاصمة قبل تعيينه وزيراً للداخلية، نسي المنطقة بشكل كُلي يُفيد أحد النشطاء بالمدينة لموقع Rue20.Com، حيث لم يُسجل التاريخ أن قَدَمَ شيئاً للمنطقة أو زارها لتفقد أحوالها. الطريق التي تربط هذه المدينة الهادئة والجميلة، بأقرب البلديات الحضرية، مدينة ميضار، يُمكن أن يُطلق عليها أي اسم الا ‘الطريق'، على اعتبار الخطر الذي تُشكله على مستعمليها وهي التي يعود تاريخ انجازها لعهد الاستعمار. المجالس المُسيرة لهذه الجماعة، تعاقبت على مُعاقبة ساكنتها بَدَل تسيير أمورها نحو الأفضل، حيث الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، تقف حجر عثرة في وجه كل ما يُمكنه جلب الاستثمارات للمنطقة أو تولي الشباب مهام التسيير المحلي، بينما تم تغييب الجماعة من مشاريع التهيئة الحضرية التي يُشرف عليها وزير الداخلية لأسباب مجهولة. تافرسيت، ليست أفضل حالاً من مدينة لا تبعد عنها سوى بخمس كيلمترات، هي ذوار ميضار الأعلى، مسقط وزير الصحة الذي شمله الاعفاء الملكي ‘الحسين الوردي'، حيث الغياب الكُلي لمستوصف وهو دُوارٌ يفوق عدد ساكنته الألفين نسمة بينما يرتبط ببقية المدن وأقربها بلدية ميضار بطريق مُعبدة لسيارة واحدة فقط، لتُشكل خطراً يومياً على مستعمليها وتحصد عشرات الأرواح منذ احداثها.