كشف مصدر ديبلوماسي جزائري أن مصالح رئاسة الجمهورية الجزائرية قامت بإستدعاء فوري لوزير الخارجية عبد القادر مساهل إلى قصر الرئاسة،أين تم إستقباله من طرف مستشار رئيس الجمهورية و مدير ديوان الرئاسة الجديد-لم يتم الإعلان عن ذلك رسميًا بعد-الطيب بلعيز و تم إبلاغه بغضب الرئيس بوتفليقة الشديد من التصريحات غير المسؤولة و المسيئة إلى بلد شقيق و جار-في إشارة إلى المغرب-و أن تصريحاته النارية ضد المغرب تجاوز خطير و غير مقبول للباقة الديبلوماسية، و أنه ورّط الجزائر في إساءة غير معهودة لأنه لطالما إتسمت مواقف الجزائر و حتى ردود فعلها بالرزانة و التعقل و الإحتكام إلى المنطق و ليس بالتهور و الإندفاع و التسرّع مثلما قام به الوزير مساهل. و قالت صحيفة “الجزائر1” أن وزير الخارجية عبد القادر مساهل تلقى توبيخًا شديد اللهجة من الرئيس الجزائري عبر مستشاريه الذين حذروا مساهل من مغبة الإنجرار وراء أهواءه الشخصية و إصدار تصريحات بإسم الدولة الجزائرية فيما يشبه تهديد بعزله من منصبه الوزاري. و بحسب ذات المصدر فإن عدم رد وزارة الخارجية عن قرار السلطات المغربية بإستدعاء القائم بالأعمال في سفارة الجزائربالرباط و استدعاء سفير المغرب بالجزائر كمعاملة بالمثل جاء بناء على رغبة الرئيس بوتفليقة الذي رفض الإنسياق وراء الإستفزاز المغربي و إن أبدى تفهمه لردة الفعل المغربي على تصريحات مساهل التي وصفتها الرباط ب"الصبيانية". و كان وزير الخارجية الجزائري “عبد القادر مساهل” قد قال في كلمة له في أشغال جامعة "منتدى رؤساء المؤسسات" في العاصمة الجزائرية،الجمعة الماضية،قد صرح بأن "المغرب لا يقوم باستثمارات في إفريقيا كما يشاع، بل أن بنوكه تقوم بتبييض أموال الحشيش"، مشيرًا إلى أن الخطوط الملكية المغربية لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول إفريقية"، حسب تعبيره. وأضاف الوزير الجزائري، في هذه الخرجة المثيرة ضد المغرب ، أن "الجزائر ليست المغرب"، قبل أن يعاتب المتعاملين الذي يجعلون من المغرب كمثال لنجاحه في دخول الأسواق الإفريقية بالقول "إن كثيرين يتحدثون عن المغرب وتواجده في أسواق الدول الإفريقية لكن في الحقيقة المغرب ما كان والو ( ولا شيء!)"، وأضاف "الجميع يعرف من هي المغرب هي منطقة تبادل حر مفتوحة أمام الشركات الأجنبية لفتح مصانع وتوظيف بعض المغاربة". و جاء الرد المغربي سريعًا،حيث أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية أنه إزاء افتراءات وزير خارجية الجزائر يوم الجمعة وهذا التطور غير المقبول، فإن المملكة المغربية قررت استدعاء سفير المغرب بالجزائر للتشاور، دون المساس بما يمكن أن تتخذه المؤسسات الاقتصادية الوطنية التي تعرضت للتشهير من قبل الوزير الجزائري، من إجراءات. كما استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال في سفارة الجزائربالرباط، للتنديد بالتصريحات غير المسؤولة لرئيس الدبلوماسية الجزائرية في خرق سافر لكل الأعراف الدبلوماسية وعلاقات حسن الجوار بين الدول.