وجه ‘إسحاق شارية' رسالة استقالة نهائية من ‘الحزب المغربي الليبرالي'، بعدما طار نائباً لمحمد زِيان طيلة أزيد من عشر سنوات. وقال ‘شارية' في الاستقالة التي كتبها مباشرة بعد اعلان ‘محمد زيان' تشبثه بقيادة الحزب لخلافة نفسه : ‘يؤسفني بعد تفكير عميق أن أعلن استقالتي من الحزب المغربي الليبرالي ومن كافة هياكل الحزب، بل ومن الحياة السياسية المغربية'. و وجه ‘شارية' انتقاداً حاداً لمحمد زِيان حول قيادته الحزب بالقول : ‘إرادة الإصلاح والديموقراطية الداخلية، كانت دائما تواجه بإرادة التخريب والتمييع والحفاظ على مستنقع الركود بدل الطموح من أجل حزب جماهيري يتنفس الحياة ويطرد الخمول والكسل والوهن من أحشائه ويفتح مؤسسته أمام جيل جديد من المناضلين الحقيقيين من الشباب والأطر والرجال والنساء من كافة الشرائح الاجتماعية'. واعتبر ذات المستقيل أنه ‘كانت أمام الحزب اليوم في ذكرى مؤتمره الرابع المنظم تحت شعار “الحزب دعامة سياسية لمطالب الحراك الشعبي” فرصة تاريخية للإصلاح والقطع مع كافة الوسائل القديمة في التسيير الفاشل، ووضع الحزب في سكة طريق النضال الحقيقية'. و وصف ‘شارية' أنصار ‘زيان' ب'قوى الفساد والمسترزقين وكهنة المعبد' الذين ‘أبوا إلا أن يفسدوا هذا العرس الذي كان أملنا أن يكون تتويجا لمسيرة نضالية متميزة طبع الحزب فيها مواقف مشرفة في مقاطعة الانتخابات والدعم لا مشروط لمطالب الحراك الشعبي'. ورغم أن منتسبو الحزب ومكتبه السياسي لا يتألف سوى من بضعة أفراد، فان استقالة ‘شارية' عبرت عن الخلاف مع زيان حول طريقة تدبير الحزب ورغبته في تولي قيادته خاصة وأن زِيان كان ينوي تسليم الحزب لأحد أفراد عائلته المنحدر من الناظور والمقيم بالرباط. واختار شارية ألفاظا قاسية لمهاجمة زِيان، معتبراً أنه ‘اختار نفس الأساليب القديمة المتآكلة في الخوف من الحوار والديموقراطية، وبقيت دار لقمان على حالها في تكريس حزب يؤدي نفس طقوس العبودية للأصنام، وانكسر الحزب عن تحقيق حلم الحرية والكرامة لمناضليه، فكيف له أن يحققه للمواطنين'.