بشكل مفاجئ، أعلن نائب المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي إسحاق شارية عن استقالته من الحزب ومن كافة هياكل الحزب، بل ومن الحياة السياسية المغربية، مشيرا أنه لا يمكنه أن يستمر شاهدا على ممارسات غير ديمقراطية داخل الحزب المغربي الليبرالي. وأكد شارية في تصريح لجريدة "العمق"، أن ما حصل اليوم بالمؤتمر الوطني الرابع، هو ردة ديمقراطية داخل الحزب ولا يعكس ما تم التعاهد عليه داخل الحزب من أن الأمور يجب أن تسير بطريقة ديمقراطية تتفق وشعارات الكرامة والديمقراطية التي يرفعها الحزب. وشدد على أنه لا يمكن أن يستمر في حزب أخلف مع موعده من لحظة ديمقراطية كان بإمكانها أن تجعل من الحزب المغربي الليبرالي مؤسسة تفتح أبوابها أمام جيل جديد من المناضلين الحقيقيين من الشباب والأطر والرجال والنساء من كافة الشرائح الاجتماعية. وفي السياق ذاته، أوضح شارية في رسالة استقالته أن "إرادة الإصلاح والديمقراطية الداخلية، كانت دائما تواجه بإرادة التخريب والتمييع والحفاظ على مستنقع الركود بدل الطموح من أجل حزب جماهيري يتنفس الحياة ويطرد الخمول والكسل والوهن من أحشائه". وأبرز أن الحزب في ذكرى مؤتمره الرابع المنظم تحت شعار "الحزب دعامة سياسية لمطالب الحراك الشعبي"، كان أمام فرصة تاريخية للإصلاح والقطع مع كافة الوسائل القديمة في التسيير الفاشل، ووضع الحزب في سكة طريق النضال الحقيقية. وأضاف: "غير أن قوى الفساد والمسترزقين وكهنة المعبد أبوا إلا أن يفسدوا هذا العرس الذي كان أملنا أن يكون تتويجا لمسيرة نضالية متميزة طبع الحزب فيها مواقف مشرفة في مقاطعة الإنتخابات والدعم اللامشروط لمطالب الحراك الشعبي، غير أنه تخلف عن الموعد". وسجل أن الحزب "اختار نفس الأساليب القديمة المتآكلة في الخوف من الحوار والديموقراطية، وبقيت دار لقمان على حالها في تكريس حزب يؤدي نفس طقوس العبودية للأصنام، وانكسر الحزب عن تحقيق حلم الحرية والكرامة لمناضليه، فكيف له أن يحققه للمواطنين". وأكد شارية أن ما حدث خلال أشغال المؤتمر دفع حوالي 30 مؤتمرا إلى الإعلان عن استقالتهم، مبرزا أن "الفعل السياسي في المغرب مريض جدا، ويحتضر على فراش مليء بالذباب والروائح الكريهة الناتجة عن العفن والمكر والخديعة والفساد والعبودية والاسترزاق".