سؤال طرحته على نفسي، وأنا أتابع ما يحدث داخل كواليس الجامعة والمنتخب المغربي الأوّل لكرة القدم هاته الأيّام، بشكل أراه غريباً. تحرّكات هنا و هناك، من أجل إيجاد صيغة لإعادة عادل تاعرابت إلى المنتخب. فلماذا يصرّون على إعادة تاعرابت؟ ومن يحرّك يا ترى هاته الماكينة التي تدور في إتّجاه واحد، هو جعل تاعرابت في المنتخب الأوّل؟ لماذا تاعرابت... جامعة الكرة المغربية تتحرّك هاته الأيّام، من أجل إقناع الدولي المغربي عادل تاعرابت بتقديم إعتذار رسمي مكتوب، يمهّد عودته للمنتخب الوطني. الجامعة تريد من تاعرابت أن يعتذر عن رفضه لقاء مدرب المنتخب المغربي قبيل كأس أمم إفريقيا2013، حين سافر إليه المدرب رشيد الطاوسي إلى إنجلترا. لقد رفض تاعرابت يومها اللّعب للمنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا، وقال بأنّ فريقه كوينز بارك محتاج له أكثر من منتخب بلاده. تناسلت بعدها الروايات وكثرت الحكايات. على أيّة حال غاب تاعرابت عن المنتخب في كأس أمم إفريقيا، و أقصي أسود الأطلس من الدور الأوّل، وما كان لتاعرابت أن يمنع عنهم الإقصاء لو شارك معهم. فالإقصاء كان "قدراً إلهيّاً" كما قال رشيد الطوسي بعد عودته إليه المغرب. وصديقنا "السوبرمان" تاعرابت، ظلّ مع فريقه، لكنّه لن ينجح في إخراجه من سفح الترتيب. بل لقد كان أداء تاعرابت متوسطاً أوّل أمس السبت أمام مانشستر يونايتد، متصدر الدوري. أصدقاء تاعرابت تلقوا هزيمة قاسية في ملعبهم بهدفين دون مقابل. وفريقه كوينز بارك يغرق في المركز الأخير على بعد 11جولة من نهاية البطولة، ومتأخراً بست نقاط عن ريدينج وبسبع عن أستون فيلا. الحاصل.. ما نريد أن نقوله هو أنّ "السوبرتاعرابت" الذي ادعى البطولة وانقاد فريقه من السقوط، لم يصنع الكثير حتى الآن. وهنا نعود لأصدقائنا في الجامعة، الذين يبحثون عن صيغة تعيد تاعرابت إلى المنتخب، ونسألهم. علاش؟ لماذا في كلّ مرّة تُسرع الجامعة، ومحيطها، إلى إيجاد حلول و أعذار لهذا الفتى المدلّل والطائش. لماذا تسرع الجامعة وشركاؤها على دفع تاعرابت نحو نجومية مزعومة في المنتخب؟ وماذا تستفيد الجامعة ومن معها من تواجد تاعرابت في المنتخب؟ كلّ هاته قد تكون أسئلة لها أجوبة متكاملة، بين ضغط بعد الأشخاص "الصّحاح"، وأن كرة القدم ليست مجرّد لعبة، بل هي صناعة تجارية واقتصادية. وتحتاج في كثير من الأحيان للاعبين قادرين على صناعة "ماركات" تجارية من أسماءهم في عالم كرة القدم. والمثال الأكبر على ذلك هو الإنجليزي ديفيد بيكهام. سأسلّم جدلاً بهاته الأمور.. و بأنّ اسم عادل تاعرابت مفيد لجامعة الكرة المغربية و شركائها، تجاريّاً. لكن سأتساءل بالمقابل. ما تستفيد الكرة المغربية من إقحام تاعرابت بهاته الطريقة الشّادة في المنتخب؟ وماذا يستفيد المنتخب المغربي من فرض وجود تاعرابت داخله؟ دعونا نتساءل بصيغة الماضي حتّى، ونقول ماذا استفاد المنتخب الوطني، وماذا ربحت الكرة المغربية من حضور عادل تاعرابت في الفترة الماضية؟ للأسف لا شيء. وللختم.. فبدل أن تطالب الجامعة اللاعب بالإعتذار مقابل اللعب للمنتخب، عليها ترك الأمر للمدرّب. فرشيد الطاوسي أوضح قبل كأس أمم إفريقيا أنّ تاعرابت لا يدخل ضمن اختياراته ولم يكن يعتزم الاعتماد عليه في المنتخب، وإنّما سافر إلى إنجلترا ليشرح له ذلك. الجامعة نسيت دورها اليوم في تسيير شؤون الكرة المغربية، ودع فرق البطولة، والتركيز على إعادة الشرعية وإحلال الديمقراطية إلى كيانها وعقد جمع عام تقدّم فيه الحساب. و تحوّلت لمساومة لاعب من أجل اللّعب للمنتخب. وشكون قال ليكم راه المدرّب باغيه يالاه؟ الجامعة اليوم تَعدُ تاعرابت باللّعب للمنتخب، إن هو اعتذر. لكن ماذا لو اعتذر عادل و قال بعدها المدرّب أنّه ليس في حاجة إليه. واش الجامعة تولّي درّي صغير مع تاعرابت؟ أو "تخدّم لعصا مع المدرّب و تجبره على إعتماد اللاعب. ومالنا على هادشي كلّو؟ تاعرابت ليس المنتخب، و المنتخب ليس تاعرابت.