باستغراب كبير تلقى الوسط الرياضي المغربي نبأ اعتذار لاعب كوينز بارك رانجرز الإنجليزي، عادل تاعرابت، عن المشاركة رفقة المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2013. ويكمن مبعث الاستغراب في كون اللاعب سبق له أن عبر عن رغبته في اللعب في النهائيات القارية متى وجهت له الدعوة، رغم أن مدرب فريقه الإنجليزي، هاري ريدناب، كان قد طلب منه المكوث بإنجلترا ومساعدة فريقه، الذي يصارع من أجل الإفلات من خطر النزول إلى الدوري الإنجليزي الأول. وحتى يبرئ ذمته، أكد اللاعب المغربي، في تصريح هاتفي لإحدى الاذاعات الخاصة، أنه اتخذ قراره بعدم المشاركة مع المنتخب المغربي، بعدما لم يظهر له الطاوسي رغبته في ضمه إلى تشكيلة المنتخب المغربي، حيث فهم من خلال الطريقة التي تعامل معه بها ، أن هناك ضغوطا ربما تمارس على الطاوسي في هذا الشأن. وهو غير مقتنع به في المجموعة. وأوضح تاعرابت أنه اتخذ هذا القرار من أجله ومن أجل المنتخب المغربي، «لأنه كلما حدث شيء في المنتخب.. يكون هو الوحيد السبب في ذلك، لا أريد أن أكون سببا في اندلاع المشاكل في المنتخب المغربي خلال كأس إفريقيا». وحتى تتضح الصورة أكثر، قال تاعرابت إن الطاوسي اتصل به قبل ثلاثة أسابيع، وأخبره أنه سيعاود الاتصال به بعد 20 دقيقة لتحديد موعد للقائه في إنجلترا، لكنه لم يفعل، قبل أن يفاجأ قبل ثلاثة أيام باتصال هاتفي من الطاوسي، فقرر عدم الرد عليه، ثم توصل بعدها برسالة نصية قصيره من الناخب الوطني يخبره فيها أنه في لندن وأنه يريد لقاءه سريعا، لكنه لم يرد عليه ولم يلتق به. تاعرابت اعتبر أنه ليس من السهل عليه أن يغيب عن المنتخب الوطني في المحطات القارية والدولية، ويدرك أن ردود فعل الجمهور المغربي تجاهه ستكون حادة، وسيسيؤون فهمه، لكنه اتخذ قراره عن قناعة، لأن «غيابي عن النهائيات أفضل للمنتخب، ورشيد الطاوسي لديه 23 لاعبا الذين يقتنع بهم، كما عليه أن يهتم بالتحضير للكان، لذا لا يملك الوقت للاهتمام بوضعي». هكذا يبدو أن ملف تاعرابت هو في الأساس مشكل تواصل بالدرجة الأولى، لأن الناخب الوطني، الذي طالما أكد أنه يجعل من الجانب التواصلي الحلقة الأهم في تحديد علاقته سواء مع لاعبيه أو مع محيط المنتخب الوطني، يفشل في تحقيق هذا الرهان، ويكون سببا في إقصاء بعض الأسماء التي كانت إلى وقت قريب تشكل العمود الفقري للمنتخب الوطني، ولا سيما العميد الحسين خرجة، الذي لا ينكر الدورالذي كان يقوم به داخل المنتخب الوطني إلا جاحد. لقد كان على الطاوسي أن يكون شجاعا ويعلن أنه بصدد بناء منتخب جديد لا مكان فيه للحرس القديم، بدل اللجوء إلى سياسة الاختباء وراء تصريحات عامة وغامضة. فإذا كان هذا المدرب قد تفهم موقف الحارس أمسيف، الذي اختار البقاء بألمانيا، ومساعدة فريقه أوكسبورغ، فلماذا لم يصدر عنه أي تعليق على رفض تاعربت؟ ولماذا لم يشكف للرأي العام حقيقة ماجرى؟، ويتحمل مسؤوليته كناخب وطني، ويؤكد عن عدم حاجته إلى تاعرابت، بدل ترك الأمر مبهما، ويبدأ الجميع في «نهش لحم» اللاعب، الذي لا أحد ينكر كفاءته وموهبته وحتى عبقريته، كما جاء على لسان مدرب هاري ريدناب، الذي قال إنه من طينة خاصة للاعبين، ويحتاج إلى معاملة من نوع خاص. لا يمكن لأي كان أن يجادل في اختيارات الناخب الوطني، لكن لا يمكن لهذا الأخير أن يدفع اللاعبين إلى فوهة البركان. الطاوسي يكشف عن لائحة المنتخب صباح اليوم أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن الناخب الوطني رشيد الطاوسي سيعقد لقاء صحفيا يومه الأربعاء بالرباط، وذلك ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. وذكر بلاغ للجامعة، مساء الإثنين، أن المدرب الوطني سيخصص هذه الندوة الصحفية للإعلان عن تشكيلة المنتخب المغربي، الذي سيشارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 في كرة القدم، وبرنامج الاستعدادات التي سيجريها «أسود الأطلس» بجنوب إفريقيا، قبل انطلاق المنافسات القارية. ويذكر أن المنتخب المغربي سيلعب خلال النهائيات، التي ستحتضنها جنوب إفريقيا من 19 يناير إلى 10 فبراير المقبلين، في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات البلد المنظم والرأس الأخضر وأنغولا.