تعيش الفرق المغربية طيلة الموسم على وقع الأزمات، فما يكاد فريق ينهزم في مباراة أو مباراتين، حتى تدق أجراس الخطر، وتسمع صافرات الإنذار ويبدأ الحديث عن وجود أزمة، تستدعي إيجاد حل لها، ويكون الحل المزعوم في أغلب الأحيان، هو الاستغناء عن المدرب والتعاقد مع آخر بديل، قد لا يكمل بدوره المهمة، فيجد نفسه مقالا هو الآخر، لتستمر حلقات المسلسل، بنفس السيناريو والإخراج الرديء. في الموسم الحالي، عاشت الكثير من الفرق على وقع «رقصة المدربين»، فقد رحل عبد الرحيم طاليب عن النادي المكناسي وحط الرحال بنهضة بركان، وغادر يوسف لمريني «الكاك» وأصبح مدربا ل»الكوديم»، وأقيل عبد الغني الناصري من مهمة تدريب «الماص» وعوضه الجزائري عز الدين أيت جودي، بينما عاش وداد فاس مسلسلا غرائبيا عجائبيا، فقد بدأ الموسم مع محمد أمين بنهاشم، ثم عوضه بمصطفى الحداوي، قبل أن يغادره الأخير ويعود إلى صفوف الفريق مدربه السابق السويسري شارل روسلي، أما الوداد فقد بدأ الموسم مع الإسباني بينيتو فلورو، قبل أن يتعاقد مع بادو الزاكي، بينما بدأ رجاء بني ملال مع عبد الرزاق خيري، وقاده لفترة حسن فاضل، قبل أن يطيح بهما معا ويتعاقد مع فخر الدين رجحي، في وقت يشكل فيه أولمبيك خريبكة حالة «شاذة» فقد استغنى مع نهاية الموسم الماضي عن مدربه فؤاد الصحابي الذي أنقذه من النزول إلى القسم الثاني و حقق أكثر من الأهداف المطلوبة منه، ليتعاقد مع الفرنسي فرانسوا براتشي، الذي انقضت «بركته» فغادر الفريق بتعويض مالي، وها هو الفريق الخريبكي يعيش مثل سيناريو الموسم الماضي، حيث يبحث عن مدرب جديد يكمل المهمة، وينقذ الفريق من وضع كارثي. يحدث هذا رغم أن البطولة «الاحترافية» وصلت فقط جولتها التاسعة، أما عندما نبحث عن الأسباب الحقيقية لهذه التغييرات التي تطال الإدارات التقنية للفرق، فسنجد أن بعضها القليل هو المرتبط بالنتائج السلبية، بينما في الغالب الأعم هناك مسيرون «ينتعشون» ماليا جراء هذه التغييرات، ويبيعون ويشترون مثلما شاؤوا في صفقات اللاعبين، بل إنهم يبحثون عن «سماسرة» أكثر مما يبحثون عن مدربين أكفاء يمكن أن يغيروا واقع حال الفريق. إن ما يحدث في البطولة «الاحترافية» يبدو أمرا مخجلا، ويثير الكثير من الشبهات، فالاستقرار التقني هو أساس نجاح أي فريق، أما غير ذلك، فإنه دعوة وإعلان صريح للبيع والشراء في هذا الفريق أو ذاك.