رغم أن البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، وصلت فقط جولتها الثامنة، إلا أنها تعيش على وقع تغييرات كثيرة، فهناك حركية كبيرة على مستوى المدربين، بل إن هناك لعبة للكراسي الموسيقية، فالمدرب قد يقود في هذه الجولة فريقا، وفي الجولة الموالية قد يواجه فريقه السابق. عدد من المكاتب المسيرة للفرق، مازالت تتحرك بنفس المنطق السابق، فهناك حديث عن غياب الدعم المادي، وعن مؤامرات، واتهام للحكام، وبحث عن مبررات واهية عقب كل هزيمة، وفرق أخرى أصبحت تلجأ للاعبين ليشكلوا درعا واقيا لها، للإبقاء على هذا المدرب أو ذاك على رأس الإدارة التقنية. ما يحدث في البطولة «الاحترافية» يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويكشف بالواضح أن عجلة الزمن لدى الكثير من الفرق لا تريد أن تدور، أو أنها مشدودة إلى الخلف بفعل فاعل. في القنيطرة مثلا، تابعنا مسلسلا غرائبيا، فقد أصبح للفرق ستة مكاتب مسيرة، كل منها يتوفر على وصل إيداع مؤقت من طرف السلطات، وبدل أن تفصل الجامعة في الأمر بشكل نهائي، وتحدد وفق قوانينها المكتب الذي له الشرعية، فإنها تركت الأمور على حالها، بل تركت الكرة في مرمى سلطات القنيطرة، لتحدد من هو المكتب القانوني، علما أن هذه المهمة يجب أن تقوم بها الجامعة، إلا إذا كان هناك مستفيد من هذا الوضع، من مصلحته أن يظل النادي القنيطري «يتعذب»، قبل أن يعود إليه في صورة المنقذ. على مستوى الجامعة، مازال البطء هو سيد الموقف، فالملفات والقضايا تتراكم، دون أن يتم الفصل فيها أو تعرف الفرق «رأسها من رجليها»، بل إن بعض الملفات يتم حلها بسرعة، فقط لأن هذا الفريق أو ذاك تربطه علاقة بمسؤول جامعي يمكنه أن يسرع الأمور. إن البطولة «الاحترافية» كان من المفروض أن تكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لتسريع وتيرة الإصلاح الكروي، والدفع بالأمور في الطريق الصحيح، لكن للأسف، فالجامعة اختارت أن تسوق الوهم، وأن لا تتعامل باحترافية، وعلى طريقها سارت ودادية المدربين التي تتابع «فوضى» المدربين وانتقالاتهم، وكلمات بعضهم «النابية» دون أن تحرك ساكنا. البطولة «الاحترافية» ليست هي الغاية، بل إنها وسيلة لتطوير الممارسة الكروية والرياضية عموما، بيد أن الوقائع كشفت ومازالت ستكشف أن «الاحتراف» لا يمكن أن يصنعه مسيرون هواة وأعضاء جامعيين يبدو كما لو أنهم جاؤوا من المريخ.