تعيش قناة «الرياضية» على صفيح ساخن، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن تعطي هذه القناة إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الرياضي، وأن تكون نافذة حقيقية للرياضة المغربية، تتابع حركاتها وسكناتها، وتقدم للمشاهد ما ينتظره، فإن القناة اليوم، وصلت إلى مرحلة الإفلاس، على مستويات عدة، وبدل أن تنتج وتناقش القضايا وتقدم المستجدات الرياضية، فإنها اليوم تعيش ما يشبه «الحرب الأهلية».. صحفيون يتبادلون التهم، في ما بينهم، وكل طرف يكيل التهم للآخر، ويعتبر أنه استفاد سواء من المرحلة السابقة أو الحالية، بينما طرف آخر يتربص وينتظر دوره ليستفيد مما يعتبره «كعكة»، وآخرون يتابعون من بعيد لا هم في العير ولا هم في النفير، يرغبون فقط في أن يمارسوا عملهم ويقدموا ما يرضي فضول المتتبع. ما الذي يجري بالضبط في هذه القناة، ومن المسؤول عن هذا الوضع المنذر بالخطر؟ وما هو موقف الإدارة مما يقع؟ وهل من المعقول أن قناة كان المفروض أن تقدم الإضافة، تتحول إلى ما يشبه «الريع» لبعض المتنفعين، ولشركات إنتاج ولمتعاونين مع القناة. لنفهم، علينا أن نعود إلى مرحلة الانطلاقة مع المدير السابق يونس العلمي، فالكثير من الاختيارات في ذلك الوقت، طبعتها الارتجالية ومنطق العلاقات الشخصية بدل منطق الكفاءة، لذلك، وجدت القناة نفسها متورطة في التعاقد مع الكثير من «الأشباح»، ممن يحصلون على أجورهم دون أن يقدموا أي عمل، بل إن مقدمي برامج اغتنوا، في وقت لم يكن يحصل فيه صحفيو القناة إلا على الفتات، بل إن منهم اليوم، من يقدمون البرامج ويعلقون على المباريات ويركضون وراء الأحداث، ولا يحصلون حتى على ما يضمن كرامتهم. رحل العلمي عن القناة، وأسس شركة إنتاج، بعد أن وضع اليد على كفاءات مهمة تكونت وبرزت داخل القناة، بل وأصبح في موقع يسمح له ببيع إنتاجاته للقناة. تم تعيين طارق الناجم مديرا للقناة، وهو الموظف السابق في البنك، ولاقى تعيينه الكثير من الاحتجاجات، قبل أن يتبين لاحقا أنه برغم عدم وجود أية علاقة تربطه بالمجال الإعلامي، فإن فترته على الأقل كانت أفضل من المرحلة الحالية، حيث أصبح حسن بوطبسيل مديرا للقناة، وهو الصحفي وابن الميدان الذي كان معولا عليه أن يمضي بهذه القناة في الاتجاه الصحيح. فمع بوطبسيل، أضحى العمل النقابي جواز مرور للبعض ليستفيدوا ويصبحوا مقدمين للبرامج، وتصبح لهم كلمتهم المسموعة، كما لو أنهم تمت مكافأتهم على الوقفات التي كانوا يشاركون فيها وينظمونها للمطالبة بالتغيير، في وقت تراجعت فيه القناة، بل إن ضيوفا ومحللين لا يتم استدعاؤهم إلا إذا نالوا الموافقة من رؤساء بعض الجامعات. إن «الرياضية» اليوم في حاجة إلى تغيير حقيقي، وإلى إسناد الأمور لذوي الاختصاص، فكما أن هناك في القناة أشباح، هناك أيضا كفاءات، ولذلك، على مديرها أن ينقذ السفينة من الغرق، وأن يضع النقاط على الحروف، وأن يتفرغ للقناة، فليس هناك مدير لقناة في العالم، يقدم الوصلات الإشهارية، ويجري حوارات صحفية لفائدة قنوات أجنبية.