خمدت كل الاحتجاجات، وعاد الهدوء في أروقة قناة «الرياضية»، وغاب صوت الاعتراض ليسود الود والتفاهم بين إدارة القناة وبين «المناضلين» الذين حملوا ملفاتهم قبل تعيين حسن بوطبسيل في منصب المدير، وأشهروا صور معاناة العاملين في القناة أمام مقرها في مرات كثيرة.. غابت ندوات ولقاءات وتلفونات «الزملاء المشاغبين»، حتى بدا الأمر وكأن كل المطالب قد استجيب لها، وكل شروط العمل أضحت متوفرة، بما فيها الرواتب والأجور. لا أحد، في واقع الأمر، سيكون ضد عودة الهدوء داخل قناة «الرياضية»، ولا أحد، سيتأخر في الإشادة بعمل المدير الجديد الذي نجح في زمن قياسي في أن يخمد فورة الغضب التي زعزعت في وقت سابق استقرار القناة، وحولها لصورة يقدمها شريط تعودنا أن يقدم لنا صور وقفات عمال وعاملات شركات النسيج على طول الطريق الساحلية من الدارالبيضاء تجاه المحمدية! لكننا مع ذلك، مجبرون على طرح سؤال أساسي يتعلق بهذا «التغيير الإيجابي» الذي طرأ في علاقة الإدارة ومجموع العاملين في القناة، بأي ثمن حصل هذا التغيير؟ في واقع الأمر، يمكن التأكيد على أن معظم العاملين بالقناة، صحافيون وتقنيون.. لا ينكرون أن سياسة المدير الجديد كانت ناجعة وأنتجت تقاربا مفيدا بينهم وبين الإدارة، بل منهم من نوه بطريقة المدير الجيدة في تدبير الشأن الداخلي للقناة، معتبرين أنه ينهج سياسة الحوار والاستماع وتبادل الرأي، وهي سياسة تلغي طريقة الإقصاء والتهميش التي ميزت عمل الإدارات السابقة. لكن، وفي مقابل ذلك الرأي، هناك حديث عن تخلي «مناضلين» عن التزاماتهم النضالية، بعد أن عمت لغة الامتيازات وسط مجموعة من الأصوات ظلت دائما معروفة ب «شغبها»، وإلا ما معنى أن تسند مهام صحافية مغرية للبعض دون الآخر، دون اعتماد معايير الكفاءة والمهنية؟ وما معنى أن تعين نفس الأسماء في كل السفريات داخل وخارج أرض المغرب؟ ثم، ألم يكن من الممكن، احتراما للرأي العام المتتبع والذي تقاسم مع العاملين في القناة معاناتهم وأيد تحركاتهم النضالية، أن يصدر «المشاغبون السابقون» ولو بيانا ملخصا يشرحون من خلاله أسباب توقفهم المفاجئ عن الاحتجاج والاعتراض؟ كما يحكون من خلاله ما طرأ وحدث حتى عاد الهدوء داخل قناة، نتطلع جميعا لكي تتطور للأفضل، كما نأمل جميعا لمديرها الزميل حسن بوطبسيل كل التوفيق وكل النجاح؟