الله على راحة الله... واحدة من روائع الفنان المغربي الإستثنائي فتح الله المغاري. اغنية رائعة تجاوزت حدود الإبداع الاعتيادي فوصلت الى حدّ الخلود الفني. حتى صارت هاته الأغنية جزءًا من الثقافة المغربية، و تحوّلت كلماتها إلى قفشات من الدارج اليومي. و اليوم ملايين المغاربة بعد ألم و معاناة طويلين، تجدهم يدندنون، يعبرون، يفرحون حتى.. يرقصون و يقولون؛ الله على راحة الله، ما بقاش البال يخمّم مهما قاصى و تألّم.. الله على راحة الله، غيريتس مشا و رحل. فمساء السبت و أنا في إحدى مقاهي مدينة الجديدة الشاطئية، جلست بالقرب منّي إمرأة مغربية جميلة جمال المغربيات الأصيلات الراقيات. و قد بدت على علم و ثقافة و إلمام، تبتسم في وجه من تراهم من زبائن و عاملين في المقهى. تقدّمت المرأة المغربية إلى الطاولة في الأمام، و كان زوجها يأتي من خلفها. كان الزوج منشغلاً يتحدث عبر الهاتف إلى أحد أصدقائه من مدينة الرباط، كان ذلك يوم السبت 15 شتنبر 2012. أنهى الرجل حديثه التيليفوني، و هرول إلى زوجته.. و بابتسامة عريضة و حتى قبل أن يجلس إلى مكانه، قال لها: غيريتس مشا، غيريتس مشا، صافي جراو عليه.. فتلقت الزوجة الخبر بسعادة و فرح كبيرين، فوجدتها تتسائل متعجبة: وا ا ا ا ا ا ا ا او صافي مشا ؟ و أنذاك تذكرت صديقتنا رائعة فتح الله المغاري، و قالت لزوجها متنهدةً: الله على راحة الله.. بالفعل يحق لنا اليوم في المغرب أن نغني مع المغاري، و نقول الله على راحة الله.. فغيريتس ظلّ يعذب المغاربة لسنتين، جرّنا فيها من فشل إلى فشل آخر حتى أصبحنا أقزاماً بين أقراننا. و صارت كرتنا بلا طعم و لا لون، كأنّها بلا ماضي و لا تاريخ. مقابل الملايين و السفريات عبر العالم و الامتيازات بلا حسيب و لا رقيب. لكن لا، لا و 1000 لا أ سي غيريتس.. فنحن بلد اسمه المغرب، المغرب يا ناس. على العموم و حتى نكون واضحين من الآن، الإنفصال عن غيريتس أمر إيجابي و خطوة كان لا بدّ منها. و تستحق أن ندندن الله على راحة الله. لكن دعوني أتوقف معكم عند 3 نقاط سريعة و بها أختم كلامي. 1: يجب أن نعي جيّداً أنّ غيريتس رحل، لكن بعدما أدخل المنتخب الوطني لغرفة الانعاش، و الله أعلم واش مازال هاد المنتخب يعيش و يرجع للحياة، أو غير ندفنوه و نترحموا عليه. و أنا أميل أكثر للاحتمال الثاني، و بالتالي علينا التفكير في منتخب سنة 2015 و ما بعدها. 2: نعم يحقّ للجميع الغناء مع المغاري الله على راحة الله، لكن صدقوني هي راحة لن تطول. فمن جاؤونا يوماً بإيريك غيريتس، ما زالوا في أماكنهم. باز.. غيريتس يمشي و هوما يبقاو.. زعما زعما غيريتس فشل و هوما نجحوا هههه.. يجب أن يتم تغيير المكتب الجامعي ككل، و أوّلهم علي الفاسي الفهري. 3: و هاته نقطة محورية في طريق الإصلاح و تصحيح المسار.. المدرب القادم لتدريب المنتخب المغربي الأوّل لكرة القدم: يجب أن يكون مغربيّاً، يجب أن يكون مغربيّاً، يجب أن يكون مغربيّاً، ثم يجب أن يكون مغربيّاً.. مغربيّاً..مغربيّاً، و للمرّة المليون سأقول يجب أن يكون مغربيّاً. و يجب أن يمنح جميع الصلاحيات التقنية و المادية و الإدارية لتسيير شؤون المنتخب. و إلى يتمّ ذلك، دعونا نعود لنغني مع المغاري و نستمتع في هاته اللحظات.. يالاه غنّيو معايا: الله على راحة الله، ما بقاش البال يخمّم مهما قاصى و تألّم.. الله على راحة الله، غيريتس مشا و رحل..