استطاع الوداد البيضاوي أن يعود ببطاقة التأهل إلى دور الثمانية من كأس العرش من ملعب الفوسفاط، بعد أن تغلب على مضيفه أولمبيك خريبكة يوم السبت الماضي بهدف نظيف. صحيح أن الوداد استفاد من النقص العددي في صفوف خصمه، الذي أكمل المباراة بتسعة لاعبين فقط، مقابل عشرة لاعبين من النادي الأحمر، لكن هدف الانتصار جاء في وقت حساس جداً من زمن المباراة، عندما كان الفريقان متكافئان من حيث العدد. في البداية، شاهدنا الوداد بأداء متواضع، في مباراة متوسطة المستوى، و كان الأولمبيك صاحب الأفضلية النسبية، و عجز عن ترجمة المحاولات التي أتيحت أمامه إلى أهداف، حتى جاء هدف الفوز و العقاب من اللاعب الودادي المتألق بوبلي أندرسون. فقد تمكن الفريق البيضاوي من استغلال أهم فرصة أتيحت له منذ بداية اللقاء، و ضرب الدفاع الخريبكي عند أول خطئٍ له، عندما أساء التقدير، و فتح المساحات أمام المنطلق كالسهم يونس الحواصي، حين توغل على الجهة اليمنى، و مرر الكرة إلى القادم من الخلف بوبلي أندرسون، الذي لم يتوان عن التسديد بقوة على يمين الحارس هشام علوش. كان توزيع لاعبي الوداد على أرضية الملعب سيئاً للغاية منذ الدقيقة الأولى، و لاحظا بعض الأنانية في أداء بعضهم، و لم يكن الفريق قادراً على خلق أية فرص سانحة للتسجيل، بسبب تباعد الخطوط، و عدم الربط بشكل جيد بين الدفاع و الهجوم، بالإضافة إلى كثرة التمريرات الخاطئة في منتصف الملعب، مع بطء شديد في التحضير و شنّ الهجمات على الدفاع الخريبكي. لكن الملاحظة الأهم، هي أن أداء الدفاع البيضاوي تحسن كثيراً عمّا شاهدناه عليه في المباريات الماضية في كأس العرش و كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، إذ بصريح العبارة، "تمسكن الوداد حتى تمكن"، و ظل دفاع الفريق المتراص يتحمل ضغط المباراة، حتى جاء هدف التقدّم، الذي قلب الموازين و منح الثقة أكثر للاعبي الأحمر. و يحسب للمدير الفني الإسباني بينيتو فلورو حسن تعامله مع معطيات المباراة، و إحداثه تغييراً جذرياً في أداء الفريق منذ بداية الشوط الثاني، لا سيما بفضل تبديلاته الناجحة، و منها دخول الجناح الأيسر الطائر ياسين لكحل، الذي تسبب في متاعب كبيرة لدفاع الأولمبيك، و كان العامل الرئيسي في طرد القائد زكرياء امزيل، إثر عرقلة تعرض لها على مشارف منطقة الجزاء، و كان أمزيل آخر مدافع أمام مرمى الأولمبيك.