بعد صمت طويل، خرج علي الفاسي الفهري رئيس جامعة كرة القدم، ليقول إن الكرة المغربية تسير في الاتجاه الصحيح، ونقل عنه قوله في تصريح صحفي أن المنتخب الأولمبي الذي شارك في أولمبياد لندن وخرج من الدور الأول تطور مستواه كثيرا مقارنة بما كان عليه في السابق، قبل أن يجدد الحديث عن «الأوراش» المفتوحة والعمل الكبير الذي تقوم به جامعته الموقرة. في الوقت الذي كان فيه الفهري يشيد بنتائج الكرة المغربية وبحضور المنتخب الوطني في الأولمبياد رغم خروجه خاوي الوفاض بصفر انتصار وبصفر ميدالية، فإن الاتحاد الإسباني لم يتردد في إقالة المدرب لويس ميلا بعد الفشل الذريع لمنتخب بلاده في الأولمبياد واحتلاله للمركز الأخير دون أن يسجل أي فوز، وهو الذي كان مرشحا لإحراز الذهب الأولمبي ومواصلة هيمنة الكرة الإسبانية. الاتحاد الإسباني سارع إلى اتخاذ قرار سريع، لأنه يدرك أهمية الزمن في المجال الرياضي، ولأنه يعرف الحد الفاصل بين النجاح والفشل، أما رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، فبدا خارج الزمن الكروي، فهو لم يعترف بأن المنتخب الوطني الذي شارك في الأولمبياد قد فشل، وفي الوقت نفسه يريد أن يصور الإخفاق على أنه نجاح. ما يحدث مع فيربيك اليوم، حدث مثله مع البلجيكي إيريك غيريتس، لقد جيء به وسط هالة كبيرة، وتم تقديمه على أنه مدرب «عالمي» سيغير تضاريس الكرة المغربية، ويقودها إلى النجاح، بل وذهب الحماس بالمدرب البلجيكي إلى حد راهن على بلوغ الدور نصف النهائي لكأس العالم بالبرازيل 2014، قبل أن نستفيق على وقع «الكارثة» و»الصدمة» والمنتخب الوطني يقصى من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الاستوائية. السيناريو نفسه يتكرر اليوم، فالفهري الذي تعاقد مع فيربيك وفق عقد يمتد لأربع سنوات يعرف أنه ارتكب خطأ كبيرا بالتوقيع على عقد بهذه المدة الطويلة، وأن فسخه يعد إقرارا بفشل اختياراته، أو اختيارات من أوحوا له بالتعاقد مع مدربين «عالميين»، لذلك فإنه يتجه إلى الاحتفاظ به. وإذا كان غيريتس قد فشل وسار الهولندي بيم فيربيك على منواله، فإن المتهم الأول هي جامعة كرة القدم، فهي التي جاءت بهذين المدربين، وهي التي تحدت الجميع وهي تعلن تشبتها بهم ويقينها من نجاحهم، علما أن أزمة الكرة المغربية ليست في المدربين، ولكن في وجود فصيلة من المسيرين تسلطوا عليها وعلى غيرها من الرياضات دون أن يرف لهم جفن أو يستحوا خجلا رغم الإخفاقات المتكررة ورغم تبذير المال العام.