انتهت «مغامرة» المنتخب الأولمبي لكرة القدم مبكرا في أولمبياد لندن، إثر خروجه من الدور الأول بعد تعادلين أمام الهندوراس(2-2) وإسبانيا(0-0) وخسارة أمام المنتخب الياباني بهدف لصفر. جاء إقصاء الأولمبيين مرا وقاسيا على اللاعبين والجمهور، خصوصا أن المنتخب الأولمبي بدا من خلال المباريات التي خاضها أنه كان بمقدوره الذهاب إلى أبعد مدى في هذه المسابقة، بل والمنافسة على الذهب الأولمبي، فمؤهلات اللاعبين ظهر أنها كبيرة جدا وأنها كانت في حاجة إلى لمسة «ساحرة» من مدرب بإمكانه قيادة هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين لتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية، لكن للأسف دفع المنتخب الأولمبي الثمن غاليا بأخطاء الجامعة وأخطاء المدرب الهولندي بيم فيربيك. حينما تعاقدت جامعة علي الفاسي الفهري لكرة القدم مع فيربيك، قدمته على أنه مدرب «عالمي» جاء ليساهم في التغيير المزعوم في الكرة المغربية، بل وأصرت على أن يكون مدربا للمنتخب الأولمبي، مع أن هذه الفئة وفي جميع اتحادات العالم يقودها مدربون محليون، وليس أجانب يتقاضون رواتب خيالية. أكثر من ذلك تعاقدت الجامعة مع هذا المدرب لأربع سنوات أي إلى غاية سنة 2014، ما يعني أن السيد فيربيك الذي يرفض الاستقالة سيظل عاطلا بالمغرب لمدة عامين، يتقاضى خلالها مبالغ خيالية. لو كان للجامعة ذرة تفكير سوي، لتعاقدت معه حتى نهاية الأولمبياد، حتى يكون بمقدورها الاستغناء عنه إذا فشل في مهمته، لا أن تقدم له هدية على طبق من ذهب. أما قبل أن تنطلق النهائيات، فإن فيربيك ظل يجرب اللاعبين ولم يستقر على تشكيلة قارة، بل وفوت فرصة إجراء مباريات ودية، كان بمقدوره لو برمجها أن تمكنه من إصلاح أخطائه التكتيكية، لكن للأسف وفي الوقت الذي كانت فيه المنتخبات المشاركة تجرب نفسها، فإن فيربيك كان يواصل «النزهة» في هولندا دون أن يخوض الأولمبيون أية مباراة من العيار الثقيل، أما لما وصل إلى لندن، فإنه دخل في خلافات «تافهة» مع عميد المنتخب الأول الحسين خرجة، وارتكب أخطاء قاتلة على مستوى توظيف اللاعبين واختياراتهم، وطريقة إجرائه للمباريات. لقد حرمت «جزئيات» بسيطة المنتخب الأولمبي من إنجاز تاريخي، وهذه الجزئيات كان بالمقدور إصلاحها لو خاض الأولمبيون مباريات ودية، ولو أدركت الجامعة أن ليس كل مدرب أجنبي يلمع ذهبا، وأنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر.