يفتتح المنتخب الأولمبي لكرة القدم مشاركة المغرب في أولمبياد لندن، عندما يواجه يومه الخميس منتخب الهندوراس بغلاسكو باسكتلندا، في مسابقة كرة القدم التي تسبق الانطلاقة الرسمية للألعاب. على امتداد مشاركاته التي وصلت إلى سبع في الأولمبياد، لم يتمكن منتخب كرة القدم من التأهل إلى الدور الثاني، إذ كان دائما يقصى في الدور الأول، علما أن مسابقة كرة القدم ظلت إلى غاية دورة سيول 1988 تعرف مشاركة المنتخبات الأولى، ولم تكن تجرى بنظام منتخب أقل من 23 سنة الذي لم يبدأ العمل به إلا في دورة برشلونة 1992. وإذا كانت المشاركات السابقة لمنتخبات كرة القدم، لم تكن عند أفق انتظار المغاربة، فإن هناك آمالا كبيرة أن تكون مشاركة المنتخب الأولمبي في دورة لندن مختلفة عن سابقاتها. لقد رصدت للمنتخب الأولمبي الحالي إمكانيات كبيرة واستعد في ظروف جيدة، كما تعاقدت الجامعة مع المدرب الهولندي بيم فيربيك و»جيش» من مساعديه التقنيين ليقود هذا المنتخب إلى الأولمبياد ويحقق نتائج غير مسبوقة. لم يكن بلوغ المنتخب الأولمبي نهائيات دورة لندن سهلا، لقد اجتاز مباراة الدور الثاني أمام الكونغو الديمقراطية بصعوبة بالغة، ولم يضمن التأهل إلا في اللحظات الأخيرة من مباراة الإياب التي جرت بالكونغو عندما تمكن المهاجم عبد الرزاق حمد الله من إحراز هدف التأهل. أما في الدور الأخير فقد استفاد المنتخب الأولمبي من إجراء التصفيات على شكل بطولة بمدينتي مراكش وطنجة، بعدما كان مقررا أن تجرى بمصر، لكن تداعيات «الثورة» المصرية حولت وجهتها نحو المغرب، حيث حظي الأولمبيون بدعم الجمهور، مما مكنهم من تحقيق التأهل إثر احتلالهم للمركز الثاني خلف منتخب الغابون. بيد أن المدرب بيم فيربيك أضاع الكثير من الوقت في تجريب اللاعبين، ولم يستقر على تشكيلة قارة، لذلك كان في في فترة من الفترات يعتمد على اللاعبين المحليين وفي أخرى على «محترفي» أوربا، قبل أن يحول الاتجاه صوب لاعبي المنتخب الأول، علما أنه بخلاف منافسي الأولمبي المغربي، فإن المنتخب الوطني هو أقل المنتخبات إجراء للمباريات الودية. إن مباراة الهندوراس التي ستجرى اليوم بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا، على قدر كبير من الأهمية للاعبي المنتخب الأولمبي، إذا أرادوا مواصلة مسيرتهم بنجاح، فالفوز مطلب ضروري وملح، وإذا ما نجح المنتخب في تحقيقه فإنه سيقطع خطوة كبيرة في الطريق نحو التأهل، وسيكون بمقدوره أن يخوض مباراتي إسبانيا واليابان بضغط أقل وبخيارات أكبر، أما التفريط في النقاط الثلاث فإن من شأنه أن يعقد الحسابات في مجموعة ليست سهلة.