صحيح أن رأس الحربة إسحاق بلفوضيل لم يبرز خلال المباراة التي لعبها أساسيا ... أمام منتخب غانا في الجولة الثانية من الدور الأول، عندما مرّ جانبا مثله في ذلك مثل زملائه الآخرين، إلا أنّ دخوله كبديل أمام منتخب السنغال كان موفّقا إلى حدّ بعيد، إذ أن ڤوركوف حسبها من جديد جيدا عندما دفع به كبديل مثلما فعل في اللقاء الأول أمام جنوب إفريقيا، وأعطى هذا التغيير ثماره بعدما كان بلفوضيل سببا في تعميق الفارق وضمان الفوز والتأهل إلى الدور ربع النهائي. دخوله أربك دفاع السنغال صحيح أيضا أن بلفوضيل ولدى دخوله أمام السنغال لم يخلق فرصا سانحة للتهديف، إلا أنه وبقامته الطويلة وبتحركاته يمينا ويسارا، أقلق كثيرا دفاع المنافس وأربكه، بل وأجبره على ارتكاب الأخطاء، على غرار خطأ الهدف الثاني، ففي تلك اللقطة أجبر بلفوضيل مدافع السنغال على ردّ الكرة بالخطأ إلى فغولي الذي بدوره مرر على طبق إلى بن طالب الذي وقع الهدف الثاني. "جوكير" من ذهب أفضل منه أساسيا والظاهر أن ڤوركوف قد وجد الحل الأنسب في توظيف بلفوضيل، لأن الأخير يبدو أنه أنسب للعب كبديل عوض اللعب كأساسي، ففي لقاء جنوب إفريقيا كان سببا في تحوّل مجرى اللعب لصالح "الخضر" عندما دخل بديلا في المرحلة الثانية، سواء في الهدف الأول عندما صعد مع المدافع وأجبره على التسجيل في مرماه، أو في الهدف الثالث عندما مرر كرة على طبق لسليماني، وها هو يعيد الكرّة ثانية في لقاء السنغال عندما ساهم في هدف الأمان بالنسبة للجزائر، ومن المؤكد أن ڤوركوف سيعتمد عليه كورقة مربحة في المباريات المتبقية. غادر قلقا بسبب آلام في يده سرعان ما زالت وعكس أغلبية زملائه ممّن غادروا الملعب وهم سعداء بالفوز والتأهل المحقق، فإنّ بلفوضيل بدا حزينا بعض الشيء لدى مروره على المنطقة المختلطة الخاصة بالإعلاميين، حيث رفض التحدث مع الصحفيين وقال بصريح العبارة: "لست في حال جيدة لذلك لا أرغب في التحدث"، وهو ما تفاجأنا به لأن الجميع كانوا يضحكون وسعداء عقب التأهل، فإذا به يقول ذلك، ليتبين فيما بعد لدى زيارتنا للفندق أنه عانى من آلام في يده إثر احتكاكه بأحد مدافعي المنافس واعتقد أن الإصابة ستكون معقدة، قبل أن يرتاح فيما بعدما عندما أثبتت الفحوص التي خضع لها على يد الطاقم الطبي أنه لا يعاني من أي شيء.