لم تكن عودة بادو الزاكي لتدريب المنتخب المغربي لكرة القدم خبرا سارا للملايين من الجماهير المغربية فحسب، بل اعتبرها الكثيرون بمثابة انتصار للإرادة الشعبية الوطنية، إذ لطالما ردد الشارع المغربي اسم الزاكي عند كل انتكاسة للمنتخب في السنوات الأخيرة، غير أن هناك من أبى إلا أن يعاكس التيار و يبدي امتعاضه من عودة الزاكي إما تصريحا أو تلميحا. و يبدو أن هؤلاء الرافضين لعودة الزاكي قد أصيبوا في مقتل حينما خابت آمالهم في تعيين مدرب أجنبي جديد للمنتخب، بعدما روجوا بقوة لأسماء بعض "شيوخ" المدربين الأوروبيين في صحفهم و مواقعهم الإلكترونية طيلة الأسابيع الماضية، للضغط و التشويش على الجامعة الفتية التي تحملت مسؤولية جسيمة في ظرفية حساسة للغاية، و يبدو أنها قد وُفقت في اختيار الزاكي و طاقمه المغربي 100 %، و ليس أدل على ذلك من الارتياح الكبير الذي عبرت عنه الغالبية العظمى من الجمهور المغربي بعد هذا القرار. لكن ما ينبغي أن يعلمه جيدا بادو الزاكي و طاقمه ، هو أنهم سيواجهون "ثورة" مضادة من الرافضين لوجودهم على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، و هي الثورة التي بدت ملامحها تلوح في الأفق دائما عبر بعض وسائل الإعلام التي بدأت تصطاد في الماء العكر منذ أول وهلة تلت تعيين الطاقم التدريبي الجديد للمنتخب، بنشرها لخبر يتعلق بوجود خلاف بين الزاكي و خالد فوهامي المدرب الجديد لحراس المنتخب، و هو الأمر الذي نفاه الرجلان جملة و تفصيلا، و لا شك أن مثل هاته الشائعات و الأخبار "المشبوهة" ستتناسل كثيرا في الأيام المقبلة للتشويش على عمل الزاكي و طاقمه. لذلك نطالب الزاكي و مساعديه أن يأخذوا حذرهم في كل خطوة يتخذونها مستقبلا، فالمتربصون بهم لن يهدأ لهم بال حتى يبثوا الفرقة و الخلاف بينهم، و هو ما سيضعف منتخبنا الوطني الذي نحلم بأن يستعيد عافيته و يستعد بكل قوة للمنافسة على لقب الكان المقبل، و لن يتحقق ذلك إلا إذا عمل الزاكي و طاقمه على تقوية الجانب التواصلي فيما بينهم، كي يشكلوا جبهة متلاحمة و متماسكة تتكسر عندها كل محاولات المعارضين الذين لا ينتقدون من أجل الإصلاح و التقويم و إنما من أجل الهدم و التخريب. زكرياء بنجلون - رئيس تحرير موقع "رياضة.ما" للتواصل مع الكاتب اضغط على العنوان أسفله صفحة الكاتب على "الفيسبوك"