حينما تلامس القمر، وتواجه بايرن في نهائي مونديال الأندية قبل شهرين، يصعب عليك العودة إلى الأرض، ومقارعة فريق بقيمة كوناكري، بطقوس الشعوذة، وحركات لاعبيه البهلوانية، على بطاقة في عصبة الأبطال الإفريقية... أنا هنا لا أبحث عن مبررات للهزيمة المخجلة، ولا أدافع عن الطاقم التقني الذي دخل في حسابات بعيدة عن الرياضة، ولكنني أذكر مرة أخرى أن الرجاء كان عليه التعاقد مع معالج نفسي مباشرة بعد نهاية المونديال، لإعداد اللاعبين إلى النزول إلى الأرض بأقل الخسائر، بعد أن أقلعت طائرتهم عاليا في فضاءات العالمية... ما يواجهه لاعبي الرجاء بدون استثناء في البطولة المحلية والقارية من ضغوطات، وفوارق سيكولوجية لا يمكن لأي مرئ فوق الكرة الأرضية، أن يتحمله في ظرف وجيز، من دون مساعدة نفسية على أعلى مستوى، وإعادة تأهيل للعودة إلى الحقيقة، وهذا ما لم يفعله المكتب المسير للأسف... الصورة التي قدمها مساء السبت حوريا كونكاري عن كرة القدم القارية، ستزيد من تأزيم الوضع داخل تركيبة الرجاء، وستتسع الهوة بينهم وبين المنافسة القارية، بوابتهم نحو العالمية، لذلك يجب التدخل بسرعة وعرض اللاعبين على معالج نفسي لمحو أثار الهزيمة الغير الطبيعية، والتي ساهمت فيها مجموعة من العوامل غير الرياضية. أما الحديث عن أخطاء المكتب المسير، وما مدى مساهمته في هذا الخروج المذل، فأعتقد أنه دور المنخرط في الجمع العالم، وليس دور الجمهور المطالب بالدعم في المدرجات. أما السي البنزرتي، هذا العبقري بتغييراته واختياراته، « إن كانت فعلا اختياراته » فتلك حكاية أخرى، ويبدو أن إجازته الصيفية بالمغرب، قريبة من حلقتها الأخيرة، إذا لم يراجع مواقفه من العديد الأمور التقنية داخل القلعة الخضراء... أخيرا تحية اقتدار للجماهير التي أتت فضاء ملعب محمد الخامس مساء السبت الماضي، والتي نابت عن اللاعبين في نقل العالمية إلى أرجاء المعمور، وهي مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى للمساندة، حتى لو خسر الرجاء الاعتراض الذي تقدم أمام كوناكري، الذي كنا نتمنى الفوز عليه على أرضية الميدان، وليس خلف المكاتب، ووراء الحاسوبات...