يبدو أن المدرب التونسي فوزي البنزرتي بمثابة الورقة الرابحة اليوم للكثيرين.. إنه الورقة الرابحة التي ترفع أسهم الرجاء في السماء، و هو الورقة الرابحة التي ترفع أسهم محمد بودريقة بين كل رؤساء أندية الكرة المغربية، و هو الورقة الرابحة التي ترفع أسهم مهندس الصفقة خالد زايد بين وكلاء اللاعبين و المدربين في المغرب. وهو الورقة الرابحة التي ترفع قبل كل شيء أسهمه هو شخصياً، كواحد من أفضل المدربين في تاريخ الكرة العربية و الإفريقية. تعاقد الرجاء مع البنزرتي جاء أربعة أيام فقط قبيل انطلاق المونديال، في وقت كان ينتظر فيه الفريق مجيء التونسي الآخر نبيل معلول، الدي تراجع عن تدريب النسور في آخر لحظة. حينها كان الرجاء قد انفصل عن مدربه السابق امحمد فاخر بأسبوع واحد فقط، بعد هزيمة في الدوري المحلي أمام الدفاع الجديدي، الدي كان قد سلب النسر الأخضر لقب الكأس المحلي أيضاً. حين أخلف معلول الموعد مع الرجاء، بحجة رفض الجزيرة الرياضية فسخ عقدها معه، وجدت إدارة النادي نفسها في حرج كبير. فالفريق سيدخل كأس العالم للأندية من دون مدرب. و هلال الطاير، المعد البدني للرجاء، كان قد تولى مهمة التدريب مؤقتاً، بما في دلك المشاركة في المونديال. و في الأثناء، ظهر وكيل الأعمال المغربي الشاب، خالد زايد، يحمل معه الورقة الرابحة للجميع. زايد سيقترح حينها على مسؤولي الرجاء التعاقد مع مدرب تونسي آخر.. مدرب سيحتفل في الخامس من يناير المقبل بعامه الرابع و الستين. مدرب يحمل في سجله 12 لقباً مع الأندية التونسية، و درب منتخبي ليبيا و تونس. ولم تكن ورقة خالد زايد الرابحة للرجاء سوى المدرب التونسي فوزي البنزرتي. تردد الرجاويين كثيراً قبل أن ينجح زايد في إقناعهم بنجاعة التعاقد مع البنزرتي، فلوكيل الأعمال هدا تجربة موفقة أخرى مع فريق الدفاع الجديدي، بعدما كان وراء صفقة تعاقد الفريق مع مدربه الحالي الجزائري عبد الحق بن الشيخة. المدرب الدي هزم الرجاء في نهائي كأس العرش، و أهدى الدكاليين الكأس الفضية لأول مرة في تاريخهم. فجاء التعاقد إداً مع ابن تونس الخضرا.. ليكون مدرباً للرجاء الخضرا.. و يرسم معها بأحرف من دهب عبارات تاريخية في ملحمة مونديالية استثنائية. و سواء فاز الرجاء أو خسر اللقب المونديالي أمام العملاق البافاري، فالرجاء وبودريقة وزايد والبزرتي كسبوا رهان الورقة الرابحة، ورقة العالمية.