يحسب لمحمد أوزين وزير الشباب والرياضة تواصله الدائم وانفتاحه على وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها، لكن التواصل يجب ألا يكون مرادفا للتطاول، وتجريد الصحفيين من مغربيتهم، وكأن السيد الوزير وحده الذي يحمل الجنسية المغربية في هذا البلد. أول أمس الأحد، حل أوزين ضيفا على برنامج "الماتش" الذي تقدمه قناة "ميدي 1 تي في"، ولما سئل أوزين عن الكتابات الصحفية التي تكشف تناقضات الوزير، والتي تتحدث أيضا عن دعمه لفوزي لقجع لينال كرسي رئاسة الجامعة، لم يتردد أوزين في أن يقول إن ما يكتبه هؤلاء لا يهمه، وأن ما يعنيه بالأساس هم المغاربة الذين يتواصل معهم، وكأن الصحفيين قادمون من المريخ، ثم وجه الشكر لمنشطي البرنامج على توجيههم الدعوة له، دون أن يكشف الوزير هل يشكرهم لأنهم يحاورونه، وهو بذلك لا يجردهم من مغربيتهم لأنهم بذلك يدخلون ضمن خانة المغاربة الذين يهمونه، أم لأنهم فتحوا له المجال ليجرد صحفيين يقومون بواجبهم المهني من مغربيتهم، علما أن تصريح الوزير مر مرور الكرام، دون تعقيب أو تعليق على كلام خطير، من غير المقبول أن يصدر من مسؤول بمرتبة وزير. لقد صفقنا لأوزين، وقلنا إنه تحلى بالجرأة والشجاعة عندما كشف أسرارا خطيرة بخصوص جامعة علي الفاسي الفهري، وأكد أن منتمين لها "جهلوا" بعد أن عرفوا أنهم سيصبحون خارجها، ثم عندما شدد على أن هناك من قام بإحراق "سيرفور" موقع الجامعة لإتلاف العديد من المعطيات، لكننا في الوقت نفسه قلنا إن هذه الشجاعة لا تعني أي شيء، إذا لم يتم فتح تحقيق والإعلان عن نتائجه للرأي العام، حتى لا تكون تصريحات الوزير مجرد فزاعة، هذا مع العلم أن اللجوء إلى "الفيفا" لكشف التدخل الحكومي أو لتقديم شكاية أمر يدخل في صلب القانون، ومقبول ويجب ألا يخيف أي طرف، أما غير المقبول فهو تحريض شركات على عدم التعاقد مع اللجنة المنظمة للمونديال، وأيضا إتلاف المعطيات. إن تجريد صحفيين من مغربيتهم، أمر مرفوض، فعدد من الصحفيين يقومون بواجبهم المهني، ولا ينتظرون العطايا لا من الوزير ولا من يدورون في فلك الوزير، ولا من بعض المسيرين الذين ابتلى بهم المشهد الرياضي في المغرب. لقد قال الوزير إنه مستعد لتقديم استقالته من الوزارة، إذا ثبت أن لديها مسؤولية بخصوص القرار الذي اتخذته "الفيفا" والقاضي بإلغاء نتائج الجمع العام. نأمل أن تكون للوزير الجرأة نفسها، وأن يقدم اعتذارا للصحفيين الذين جردهم من مغربيتهم.