بعد شهور قليلة من المظاهرات والإحتجاجات التي أفسدت أجواء البرازيل خلال فترة إستضافتها بطولة كأس القارات 2013، أصاب تمرد لاعبي الدرجتين الأولى والثانية بالدوري البرازيلي هذا البلد بصدمة جديدة قبل تسعة شهور فقط من انطلاق بطولة كأس العالم 2014 . وبدأت حركة تمرد اللاعبين بشكل تهكمي تحت مسمى "بوم سينسو إف سي" والتي تعني "نادي الحكمة" حيث انتقدت الحركة الروزنامة "المضغوطة" التي كشف عنها الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لفعاليات ومباريات كرة القدم في 2014. وفي غضون أيام قليلة من تأسيس الحركة، إرتفع عدد الأعضاء المشاركين فيها إلى ما بين 600 و800 لاعب وحظيت الحركة بتأييد ومساندة المحللين والصحفيين المتخصصين. والآن، أصبحت الكرة في ملعب الاتحاد البرازيلي الذي أصبح مطالبا بوضع حد لهذه المشكلة التي أثارت ضجيجا هائلا في الأيام القليلة الماضية قبل شهور من انطلاق فعاليات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبدأت المشكلة في 20 سبتمبر الماضي عندما أعلن الاتحاد البرازيلي أن جدول الموسم المقبل لن يتضمن أي راحة قبل بداية الموسم نظرا لتوقف مسابقة الدوري البرازيلي لمدة 45 يوما بسبب بطولة كأس العالم. وبدأ بعدها انضمام اللاعبين لحركة "لاعبو كرة القدم المتمردون" للمطالبة بعدة أمور منها ألا تقل العطلة بين الموسمين الحالي والمقبل عن 30 يوما بخلاف فترة الإعداد للموسم الجديد مما يعني أن تبلغ الفترة الفاصلة بين الموسمين الحالي والمقبل نحو ستة أسابيع. كما طالبت الحركة بألا يزيد عدد المباريات عن سبع في أي من شهور الموسم الجديد إضافة لضرورة تطبيق قواعد "اللعب المالي النظيف" وضرورة وجود تمثيل للاعبين والمدربين ومسؤولي الأندية في لجان المشورة الفنية الخاصة بالبطولات والاتحادات. ولم يتردد أبرز نجوم الدوري البرازيلي في الانضمام لهذه الحركة حيث لحق بها كل من ألكسندر باتو وزي روبرتو ولويس فابيانو ورافاييل مورا ورافاييل سوبيس وخورخي فالديفيا. ومع الدعم الذي نالته من المحللين والصحفيين المتخصصين الذين وصفوا الروزنامة الجديدة بأنها "قاسية وعنيفة"، حققت الحركة ما يمكن أن يوصف بأنه أول إنتصار لها حيث أعلنت عدة اتحادات إقليمية في البرازيل تأخير بداية انطلاق بطولات الدوري الخاصة بها (بطولات هذه المناطق) لمدة أسبوع وذلك رضوخا لمطالب اللاعبين بعدما هدد لاعبو إنترناسيونال وغريميو بالإضراب. وتنتظر الحركة إنتصارا آخر في الفترة المقبلة حيث قال جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي للعبة إنه يعمل حاليا على تغيير روزنامة الدوري البرازيلي لعام 2014 بعد مطالب الحركة ، حسبما أكدت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" البرازيلية " الثلاثاء. وأشارت الصحيفة إلى أن مارين بدأ التفكير في مطالب الحركة بعد الإجتماع بممثليها في مقر الاتحاد في ريو دي جانيرو حيث عرض ممثلو الحركة مطالبهم بشأن تعديل روزنامة الموسم الجديد. وتضم الحركة حاليا نحو 800 لاعب ومثلها في هذا الإجتماع كل من الهولندي المخضرم كلارنس سيدورف نجم فريق بوتافوغو وكريس وجونينهو من فريق فاسكو داغاما وباولو أندري لاعب كورينثيانز وحارس المرمى ديدا من فريق جريميو بينما رافق مارين في هذا الإجتماع الذي جرى في ساعة متأخرة الاثنين الماضي نائبه ماركو بولو دل نيرو والذي يترأس اتحاد الكرة في ولاية باوليستا. وأوضحت الصحيفة أن مارين أبلغ ممثلي الحركة بأنه يتفاوض حاليا مع الأندية والمحطات التلفزيونية صاحبة حق بث المباريات حول إمكانية تأجيل موعد انطلاق موسم 2014 بالدوري البرازيلي حتى يتمكن الاتحاد بذلك من تلبية مطالب اللاعبين. وسبق للاتحاد البرازيلي أن أعلن روزنامة الموسم الجديد حيث حدد الثامن من كانون ثان/يناير المقبل موعدا لبدء الموسم ولكن التفكير حاليا يتجه لتحديد 19 من نفس الشهر لبدء الموسم بعد شكوى اللاعبين من قصر فترة العطلة بين الموسمين الحالي والمقبل. وبهذا تصبح فترة العطلة 30 يوما إضافة لعشرة أيام كفترة إستعداد للموسم الجديد.