يدعونه ب "العقب الذهبي"، في تلك الحقبة كان من بين المواهب القليلة في القارة الإفريقية التي كانت عالما ثالثا من حيث كرة القدم، الإنتير كان مهتما به وهو الذي لم يتمكن من حصد أي لقب للدوري منذ سنة 1979، وكان أمل "النيراتزوري" من أجل انتزاع لقب "الكالتشيو" سنة 1988، لكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها. نتحدث عن رابح ماجر، جزائري، تمكن من التألق مع بورتو الذي اعتلى قمة الهرم الأوروبي قبيل حقبة المدرب مورينيو. رابح ماجر، ولد في 15 ديسمبر 1958 ب الجزائر، بدأ مسيرته في كرة القدم بوطنه إلى غاية سن 25، هذا أمر غير معقول تماما وخاصة عندما نرى اللاعبين الأفارقة الحاليين يسافرون إلى أوروبا وهم في سن صغيرة، في سنة 1983 نادي راسينغ باريس أصبح ملكا للرجل الثري جون لوك لاغاردير، قبل سنوات قليلة أراد أن يكون فريقا قويا يتصدر الطليعة في الدوري الفرنسي، وقام باستقدام المهاجم الجزائري الذي أبهر العالم في مونديال إسبانيا سنة 1982 والذي فاجأ فيه المنتخب الجزائري الجميع خلال الدور الأول، الفريق المغاربي تمكن من الفوز أمام العملاق الألماني وماجر سجل أحد الأهداف التي أطاحت ب "الماكينات الألمانية"، فاللاعب رقم 11 لم يمر مرور الكرام عن أعين العالم. وبهذا حط ماجر الرحال ب باريس وتمكن من تسجيل 23 هدفا خلال موسمين، قبل أن يخوض تجربة قصيرة في فريق تور والتي قادته إلى الاحتراف الحقيقي، بورتو كان واثقا من إمكانياته وضمه إلى التشكيلة، فاز مع النادي البرتغالي ببطولتين، والأكثر من ذلك فاز بكأس رابطة الأبطال موسم 1986-1987، سجل الجزائري أمام فريق بروندبي الدانماركي في ربع النهائي، لكنه تألق في النهائي أمام العملاق الألماني بايرن ميونيخ الذي كان المرشح الأول للفوز باللقب الأوروبي، والذي كان السباق إلى فتح باب التسجيل في د24، وقبل نهاية اللقاء ب 13د اللقب كان بحوزة النادي "البافاري"، لكن اللاعب جواري توغل في منطقة العمليات ومرر الكرة ل ماجر الذي كان ظهرا أمام المرمى وقام بركل الكرة بالعقب، ودخلت الشباك أمام دهشة الجميع، 3د بعد ذلك رد ماجر جميل جواري الذي أضاف الهدف الثاني مانحا كأس رابطة الأبطال لأول مرة ل "دراغاو"، وبعد شهور قليلة عاد ماجر ليمنح لقب كأس العالم للأندية للنادي البرتغالي بعد هدف وقعه في الوقت الإضافي أمام بينارول الأوروغوياني. فاز بكل الألقاب مع بورتو، وأمر طبيعي أن يبحث الجزائري عن ناد آخر يرفع من خلاله التحدي من جديد، فتنقل إلى فالنسيا على سبيل الإعارة ولعب 14 مباراة تمكن من توقيع 4 أهداف، فقام رئيس إنتير ميلان السابق إرنستو بيليغريني بخطوة كبيرة وتقدم بعرض قيمته 5 ملايير ليرا من أجل ضم الجزائري متفوقا على بايرن ميونيخ الذي حاول التعاقد مع خريج مدرسة "النصرية" بأي ثمن، وبعد رحيل سبيلو ألتوبيلي كانت الآمال معلقة على ماجر من أجل تكوين ثنائي ناري مع ألدو سيرينا، وقدم الجزائري إلى وسائل الإعلام في ندوة صحفية ووقع للأنصار، قبل أن يقوم بالفحوص الطبية التي كانت نتائجها مفاجئة للغاية، حيث اتضح أن ماجر يعاني من إصابة تلقاها 3 أشهر من قبل خلال مباراة فالنسيا أمام مورسيا في الدوري الإسباني، فقامت إدارة "النيراتزوي" بإلغاء الصفقة خوفا من سيناريوهات مماثلة لما حدث ل هانس مولر وكارل هانز رومينيغي. بعد ذلك عاد ماجر إلى بورتو وفاز بلقب للدوري وكأس البرتغال، كما تمكن من الفوز مع بلاده الجزائر بكأس إفريقيا سنة 1990 واختير كأحسن لاعب في الدورة، ومن ناحية أخرى وبعد فشل صفقته بالانتقال إلى الإنتير قامت الإدارة بضم اللاعب رامون دياز من فيورنتينا، والذي ساهم بشكل كبير في التتويج باللقب رقم 13 في تاريخ "الأفاعي" من خلال جني 58 نقطة في 34 مباراة (الفائز ينال نقطتين).