بالتأكيد فإن تأهل قطر لنهائيات كأس العالم يُعتبر أمراً حيوياً جداً للدولة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2022، والقطريون لا يريدون أن يكون منتخبهم أول منتخب في التاريخ يتأهل كمنظم فقط ولم يسبق له أن لعب في هذه البطولة من قبل، وبالتأكيد من حق الجميع أن يطمحوا لأن ما كان بالأمس مستحيلاً بات اليوم أمراً واقعاً وهو الاستضافة التي كنا نعتقدها ضرباً من الخيال، ولهذا ارتفع سقف الطموحات تدريجياً، وساهم في ارتفاع السقف الفوز على لبنان في أرضه وتكراره خارجها، ثم العودة بنقطة من الديار الإيرانية أمام مائة ألف متفرج وهو ما جعل الكثيرين يعتقدون أن الفرصة هذه المرة تبدو سانحة جداً بالنقاط السبع التي باتت في الجيب، وجاءت المباراة التاريخية أمام كوريا الجنوبية لتؤكد قناعات القطريين بأن منتخبهم قادرٌ على التأهل المباشر لو تمكن من الفوز على إيران في الدوحة فتصبح النقاط عشراً وتحتل المركز الثالث خلف كوريا وأوزبكستان ب11 نقطة وتتبقى مواجهة الإيرانيين مع الكوريين على الأرض الكورية ما يعني بشكل أو بآخر الأمل في فوز الكوريين وبالتالي تكون النتائج لمصلحة قطر التي ستلعب مباراتها الأخيرة مع أوزبكستان خارج الديار والفوز فيها يعني التأهل المباشر والتاريخي؟ وبالتأكيد من حق الجمهور أن يحلم وأن يحسب، ولكن بالتأكيد واسمحوا لي أن أقول إنه ليس من حق الجمهور أن يقلب الإشادات السابقة لنفس اللاعبين والمدرب والاتحاد مائة وثمانين درجة لنصل إلى مقولة إن المال وسوء التخطيط وغياب الروح الوطنية والواسطة هي أسباب الخروج المبكر.. فأين كان هذا الكلام يوم 26 مارس عندما مرمر العنابي المارد الكوري الذي لم يتمكن من الفوز سوى في الوقت القاتل.. وهل من حق أي شخص مهما كان غيوراً على منتخب بلاده أن ينزع صفة الوطنية عن اللاعبين.. وهل بعد كل مشكلة أو كبوة أو خسارة نفتح ملف التجنيس ثم ننام عليه ولا نبحث له عن بدائل حقيقة ثم نعود لننسى الأمر كلياً ساعة الانتصار؟! أما بالنسبة للتخطيط فمَن يخططون اليوم هم مَن خططوا بالأمس وجاؤوا بذهبية الألعاب الآسيوية وهم مَن ساهموا بمجيء كأس العالم إلى قطر رغم أن العالم كله لم يكن مقتنعاً بذلك! بالتأكيد هناك مشاكل في كل دولة تمارس كرة القدم ويجب أن يتم إيجاد حلول جذرية وليس آنية لها، ويجب أن لا يتم الحديث عن المشاكل ساعة حدوثها فقط، بل يجب وضع آليات لتجنبها مستقبلاً وهو ما يستوجب عقد اجتماع يضم كل مَن له علاقة بكرة القدم القطرية وبحث الأمور على الطاولة.. مرة وإلى الأبد. بقلم : مصطفى الآغا