ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثلاثاء أن نادي مانشستر سيتي حامل لقب الدوري تكبد خسائر مالية تاريخية وصلت إلى 197 مليون جنيه إسترليني في موسم 2010-2011 وهي أكبر خسارة لنادي في موسم واحد في تاريخ كرة القدم في العالم كله، ووصل مجموع خسائر النادي منذ شراء الشيخ الإماراتي منصور بن زياد له إلى 458 مليون جنيه إسترليني. وذكر التقرير أن أندية الدوري الإنكليزي مجتمعة تكبدت خسائر مقدارها 361 مليون جنيه إسترليني في العام 2011، رغم ان عائدات البطولة وصلت إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني، لكن الإنفاق تعدى ذلك الرقم. وحل تشيلسي في المركز الثاني من حيث الخسارة إذ وصلت خسارته إلى 68 مليون جنيه إسترليني، بعدما قام مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش بإقراض النادي مبلغاً وصل إلى 94 مليون جنيه إسترليني، لكن الفريق لم يفلح في تحقيق الأرباح. وقد لا تكون خسارة مانشستر سيتي لهذا المبلغ من المال (458 مليون) مفاجئاً في ثلاث سنوات، لأن النادي تحول من ناد مغمور على سلم الترتيب إلى بطل للدوري في زمن قياسي، بعد تدعيم الفريق بلاعبين من الطراز الأول ومن أفضل اللاعبين في العالم في مراكزهم. لكن المتتبع للتقرير المالي للنادي، والذي نشر على الموقع الرسمي لل "الستيزينز" يؤكد نموا كبيراً في عائدات النادي منذ استحواذ الشيخ منصور عليه، بسبب التطور الكبير في مستوى الفريق الذي انعكس بالضرورة على الكثير من المجالات المتعلقة بالنادي. ووفقاً للتقرير المالي الخاص ببطل الدوري الإنكليزي للموسم الماضي وتصريحات رئيس مجلس الإدارة خلدون المبارك فإن " عائدات النادي التجاريَّة زادت بشكل ملحوظٍ، في السنة المالية 2010-2011 بنسبة 22.5 في المائة، لتكون الزيادة من إجماليِّ الإيرادات، لتقود الزيادة في الأرباح من 125.1 مليون جنيه إسترلينيٍّ في 2009-2010 إلى 153.2 مليون، وتعتبر زيادة ال150 مليون إسترليني كعوائد هي المرة الأولَى في تاريخ النادي". ويوضح التقرير جميع مصادر الإيرادات وخُطوات النمو التدريجيِّ في 2010-2011 على النحو التالي: إيرادات تذاكر المباريات حيث زاد متوسِّط الحضور الجماهيريِّ، في بطولة دوري أبطال أوروبا، ومباريات الدوري ومباريات كأس الاتحاد الإنكليزي بنسبة 8% (من 18.2 إلى 19.7 مليون جنيه إسترليني). دخل حقوق البثِّ التلفزيونيِّ قد زاد بنسبة 27.4 % عن العام السابق (من 54 مليون جنيه إسترلينيٍّ إلى 68.8 مليون جنيه إسترلينيٍّ)، والتي نتجت عن تقدُّم مركز السيتي غير المسبوق في الدوري الممتاز، والمشاركة في دوري أوروبا ونجاحه في حسم كأس الاتحاد. عائدات الشراكة التجاريَّة وقد زادت بنسبة 49.7 % عن العام السابق (من 32.4 مليون جنيه إسترلينيٍّ إلى 48.5 جنيه إسترلينيٍّ)، إثر استمرار سنة كاملة من عروض شراكة طويلة الأجل. الربحيَّة من أنشطة التجزئة ارتفع إلى 2.6 مليون جنيه إسترلينيٍّ بعد الدخول في شراكة طويلة الأمد مع متاجر التجزئة الرائدة على الإنترنت، بما في ذلك افتتاح متاجر جديدة للبيع بالتجزئة. خسائر متوقعة من إدارة النادي كما يكشف التقرير أنه بالنسبة للسنة المالية 2010-2011، سجَّل السيتي خسارة صافيَة على أساس العمليات المتكرِّرة بقيمة 160.5 مليون جنيه إسترلينيٍّ. هذه النتيجة تتَّفق مع التوجيهات الواردة في التقرير السنويِّ الأول بأن الخسائر ستصل إلى ذِروتهَا في العام المالي 2010-2011، نتيجةً لبرنامج الاستثمار السريع الذي اعتمده السيتي بين عامي 2008 و2011. أما عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والشراكة الْمُبرمة مع اتحاد الطيران منذ يوليو 2011، فلن تنعكس نتائجهما على موارد 2010، بل ستظهر عوائدهما في التقرير السنويِّ لعام 2011-2012. كما أشار التقرير أيضًا إلى رسوم إضافيَّة استثنائيَّة قدرها 34.4 مليون جنيه إسترلينيٍّ في البيانات المالية 2010-2011. كانت تتعلَّق أساسًا بالقِيَم الدفتريَّة المعدَّلة للأصول غير الملموسة. المستقبل واعد بلا شك يظهر من التقرير أن عائدات الفريق تنمو بشكل ملفت للغاية، وهذا النمو كان في ظل تحقيق الفريق للمركز الرابع، وتأهله لدوري الأبطال وفوزه بكأس الاتحاد الإنكليزي. ويمكن ببساطة تصور التطور الذي سيحل بالنادي في السنة المالية المقبلة والتقرير الذي سيصدر في نهاية الموسم، بعدما استطاع الفريق تحقيق لقب الدوري وضمان التواجد في دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي. إضافة إلى أن إنفاق النادي على شراء اللاعبين في موسمه الرابع لن يكون كالسابق باعتبار الفريق مكتمل الصفوف ويحتاج إلى تدعيم بسيط، مع وجود عدد من اللاعبين الذين يمكن التخلص منهم مقابل مبالغ مالية ضخمة.