بشكل مفاجئ خرج عبد الهادي السكيتيوي، مدرب أولمبيك أسفي لكرة القدم في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة فريقه أمام الوداد الرياضي، ضمن منافسات الجولة 29 من البطولة «الاحترافية» ليتحدث عن المباراة وعن هزيمة فريقه. فلنتابع ما الذي قاله السكتيوي، لقد أرجع الهزيمة إلى الهدف المبكر الذي أحرزه الوداد في مرمى فريقه نتيجة خطأ الحارس عبد الإله باغي، الذي أثر بحسبه على اللاعبين، ثم قال إن أولمبيك أسفي كان أكثر فريق تعرض هذا الموسم لظلم التحكيم، مشيرا إلى أن الحكام ارتكبوا أخطاء في حق الفريق ألمح إلى أنها مقصودة. ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها السكتيوي تصريحات نارية، وليست هذه المرة الأولى أيضا التي يبحث فيها عن مشجب يعلق عليه أخطاءه. لقد انهزم أولمبيك أسفي أمام الوداد لأن الفريق «الأحمر» كان أفضل منه على كافة المستويات، ولأن أخطاء الحراس واللاعبين جزء من اللعبة، والغريب أن السكتيوي لم ينتبه إلى أن الهدف الوحيد الذي أحرزه فريقه كان أيضا نتيجة خطأ في التمرير لحارس الوداد نادر لمياغري. أما بخصوص اتهام الحكام بأنهم يرتكبون أخطاء ضد فريق أولمبيك أسفي، فإن على السكتيوي أن يكشف أسماء هؤلاء الحكام وكذا المباريات التي ارتكبت فيها هذه الأخطاء «المقصودة»، وأن يقدم الدلائل التي يتوفر عليها لإدانة الحكام المتورطين، ومن طلب منهم التآمر ضد أولمبيك أسفي. لقد سبق للسكتيوي أن وصف البطولة المغربية ب»المتسخة» وتحدث عن البيع والشراء دون أن تحرك الجامعة ساكنا، قبل أن يتراجع عن ذلك رغم أن التسجيلات الصوتية للندوة التي قال فيها ذلك موجودة. واليوم، يقول السكتيوي إن أولمبيك أسفي يتعرض لأخطاء ألمح إلى أنها مقصودة من طرف الحكام، لذلك فإن المفروض أن تتحرك الجامعة لوضع الأمور في نصابها، وأن تستمع لهذا المدرب وتدين إما الحكام المتورطين أو تعاقب السكتيوي، علما أن الأخير يمكن أن يدلي بما يتوفر عليه لدى النيابة العامة، خصوصا أن هناك تحقيقا فتحته وزارة العدل بخصوص اتهامات بالتلاعب في المباريات وجهت لبعض الحكام. لقد أصبحت التصريحات النارية لبعض المدربين هواية يمارسونها بعد كل مباراة لتحويل الأنظار عن أخطائهم التقنية والتكتيكية، والمفروض أن تصبح هذه التصريحات مسؤولة، تكشف الواقع وتساهم في إصلاحه، وهو ما لن يتم إلا إذا كان لدى مطلقي التصريحات ما يكفي من أدلة لإثبات تصريحاتهم، وإلا فإننا سنصبح أمام عبث ستدفع الكرة المغربية ثمنه غاليا إذا لم توقف الجامعة النزيف.