دقت عدد من المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية القروية والحضرية والصيدليات بمدينة طنجة، ناقوس الخطر بسبب نفاد مخزون حقن الأنسولين لديها، بشكل أصبح يهدد حياة الآلاف من مرضى السكري بالمدينة، والذين يتزايد عددهم سنة بعد سنة بشكل ملحوظ، حسب إحصائيات رسمية وأخرى مستقلة. وقال متهمون بداء السكري بالإقليم في اتصالهم ب"رسالة 24″، إن جميع المؤشرات وواقع الحال، يؤكد الخصاص الكبير والمهول الذي تعرفه مستشفيات المدينة في مادة الأنسولين خاصة "الإبر"، منذ أكثر من 3 أشهر، وهو الوضع الذي أصبح يعرض حياة المرضى للخطر، في حال استمراره دون قيام الوزارة الوصية على القطاع الصحي بمبادرات جادة وإجراءات عملية عاجلة لتجاوز الوضع القائم، بما فيها استيراد الأنسولين من الخارج لتجاوز الخصاص المهول الحاصل في مخزونه. وأوضحت ذات المصادر، بأن تراجع مادة الأنسولين في الجسم يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، كما أن فقدان هذه المادة في المستشفيات والصيدليات، يضع حياة آلاف المواطنين على محك حقيقي، مضيفين أن وزارة الصحة هي المسؤولة الأولى عن ضمان توفر هذه المادة العلاجية الحيوية، مؤكدين على أنه كان من المفروض على وزارة الصحة ضمان المخزون الاحتياطي للأنسولين من مثل هذه المواد ذات الطبيعة الاستعجالية. إلى ذلك، فقد أكد الدكتور حسن الحسوني، رئيس جمعية ابن سيناء لمرضى السكري بطنجة، في حديثه للجريدة، بأن المدينة تعرف تأخرا كبيرا في توصلها بحصتها من دواء الأنسولين منذ أكثر من 3 أشهر، وبأن المستشفيات والمراكز الصحية المحلية تشتغل بما لديها من مخزون قليل ومحدود، مما اضطرت معه إلى تقليص حصص المرضى إلى النصف (حوالي 15 يوما من العلاج فقط)، لتجاوز الخصاص الحاصل في هذه المادة الحيوية، مؤكدا أن الجمعيات العاملة في الميدان إقليميا مع قلتها "حوالي جمعيتين فقط" لا يمكنها بإمكانياتها الذاتية المحدودة والبسيطة، تلبية الآلاف من الطلبات المتزايدة على الأنسولين في ظل غيابه بالمستشفيات العمومية، موضحا بأن هناك نوع من مرض السكري المتقدم جدا، والذي يتطلب يوميا تعاطي نوعا خاصا من الدواء الجد مكلف ماديا، بسبب تكلفته المالية الغالية التي تتراوح ما بين 85 درهم و200 درهم ، والذي تستورده الدولة غالبا إما من الدانمارك أو فرنسا، او دول أخرى، مضيفا بأن جمعيتهم التي تحتضن أكثر من 2000 مريضة ومريض، توفر العلاج لمنخرطيها من المصابين بداء السكري بنسبة مائة في المائة فيما يتعلق بالعلاج بالأقراص، وبنسبة كبيرة بالنسبة للعلاج ب"القلم". هذا، وتقول آخر إحصائات وزارة الصحة حول المرض المزمن لسنة 2017، بأن أزيد من مليوني شخص يفوق سنهم 25 عاما مصابون بداء السكري، و50 في المائة منهم يجهلون إصابتهم بهذا الداء، في حين تمثل النساء ضمنهم 50 في المائة. وأكدت الوزارة في هذا الصدد، أنها تقوم بتوفير العلاجات والأدوية الخاصة بالسكري بالمجان لحوالي 748 ألف مريض مصاب بهذا الداء، من بينهم 64 في المائة من النساء، وأكثر من 325 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين، حيث تخصص وزارة الصحة سنويا غلافا ماليا قدره حوالي 156 مليون و 700 ألف درهم لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري (الأنسولين والأقراص)، إلى جانب غلاف مالي قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص، وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري. من جهة أخرى، ذكرت وزارة الصحة، استنادا إلى آخر التقديرات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء للسكري خلال سنة 2016، أن ما يقارب 422 مليون شخص في العالم مصابون بهذا الداء، وأن هذا العدد مرشح للإرتفاع ليصل إلى حوالي 552 مليون شخص بحلول سنة 2030، أي ما يعادل إصابة شخص واحد من كل 10أشخاص. وأفادت هذه التقديرات، بأن نصف هذا العدد غير مشخص، وأن هناك أكثر من 199 مليون امرأة من ضمنهن حوامل، مصابات بداء السكري في العالم، أي ما يعادل 47 في المائة، على أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ما يناهز 313 مليون امرأة. وحسب المهتمين بالشأن الصحي، فإن داء السكري يتميز بخطورة المضاعفات الناجمة عنه، حيث يعتبر السبب الرئيسي للفشل الكلوي، والإصابة بالعمى، وبتر الأطراف السفلى، فضلا عن كونه يعد سادس سبب للوفيات.