أصر وزير العدل والحريات في تقديمه لعرضه المفصل حول الميزانية الفرعية لقطاع العدل، على تكرار لازمة "غير مسبوق" للتدليل على قيامه بإصلاحات واتخاذه لإجراءات تهم قطاعه لم تكن قط في عهود من سبقوه، وذلك بدءا من ميثاق إصلاح منظومة العدالة، وانتهاء بملف ترقية القضاة، عبر إقرار معايير، يراها، ذات شفافية ونزاهة يستحيل معها – يقول الوزير - إبداء انتقاد بشأنها أو امتعاض. ولم يخف الوزير المصطفى الرميد خلال عرضه الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات، قلقه مما تنشره الصحافة حول قطاعه، مناشدا إياها بالتحري من المصادر، والاتصال به مباشرة كلما أمكن ذلك.. وفي هذا السياق نفى وزير العدل والحريات أن تكون حرية الصحافة في المغرب موصوفة بالتردي، وقال إن منظمة العفو الدولية لم تستعمل إزاء وضعية الصحافة المغربية في تقريرها الأخير لفظة "التراجع"، مشيرا إلى أن هذه المنظمة محترمة وليست مرجعا حاسما في مجالها، وأن معطياتها ومعلوماتها تحظى بالمصداقية، لكنها – يؤكد الوزير – ليست مما لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها. مبرزا أن جانبا من مؤاخذات هذه المنظمة الدولية يحتاج إلى مناخ ووقت وإرادة سياسية لمعالجته. وفي إطار مناقشته لوضعية حقوق الإنسان، أكد المصطفى الرميد على أن المغرب يسير بخطى وئيدة في هذا القطاع، وأن الأمور لا تستدعي كل هذا اللغط من التهويل و الانتقاد، وقال إنه فيما يتعلق بالتجمهر الذي يقوم به البعض، يخرج عن قانونيته وشرعيته بتحوله إلى مظاهرة أو مسيرة حاشدة، يترتب عنها الإخلال بالأمن العام، أو انحراف التظاهرة أو المسيرة عن سلميتها، مشيرا إلى أن القوات العمومية في بعض تدخلاتها للتفريق، تنحرف هي الأخرى عن الالتزام بالمسطرة المخول لها سلوكها، من التنبه واستعمال مكبرات الصوت والدعوة إلى الانسحاب من المكان وغير ذلك. وفيما يتعلق بتوظيف المعطلين، قال المصطفى الرميد إن مناصرته الشاقة لهم للحصول على العمل، لم تكن ناضجة، وأن وعيه اليوم تطور بشكل كبير إزاء مسألة التوظيف المباشر، وأنه يرفض بالقطع أي توظيف من هذا النوع، لأنه جريمة في نظره، داعيا هؤلاء المعطلين إلى الحرص على التكوين، والتقدم إلى المباريات المتعلقة بتشغيلهم، واصفا إياهم بضعف الكفاءة خصوصا أولئك الذين يتقدمون لاجتياز مباريات وزارة العدل. كما ناشد الوزير المصطفى الرميد فقهاء المغرب و مفكرين للعمل على إقناع الشباب المغربي بعدم الذهاب إلى سوريا للقتال، وقال إن سوريا ليست في حاجة إليهم لكي تحقق التحرير، مضيفا أن سوريا اليوم باتت محرقة.. و أوضح أنه رفض منذ شهور التدخل لأحد موكليه السابقين من معتقلي غوانتانامو من أجل السماح له بالسفر إلى تركيا بعد أن تم منعه من ذلك، و قال "رفضت ذلك لعلمي و إدراكي أنه يرغب في الذهاب إلى سوريا من بوابة تركيا" مضيفا أنه تمكن بكيفية ما الذهاب إلى سوريا بعد ذلك، حيث لقي مصرعه.