شرعت وزارة الثقافة والاتصال، في تفعيل البرنامجين المتعلقين بجرد التراث الحساني غير المادي، وتأهيل الموسيقى الحسانية، وذلك في إطار مخطط عملها الرامي إلى النهوض بالمشهد الثقافي على المستوى الوطني، وتفعيلا لمقتضيات المكون الثقافي في عقد برنامج وإنجاز برامج التنمية المتعلق بالجهات الجنوبية الثلاثة للمملكة. وأوضحت الوزارة في بلاغ أنها شرعت، على مستوى البرنامج الأول، في جرد وتوثيق وتطوير البحث العلمي المرتبط بمختلف المتون الشفهية التي أنتجها اللسان الحساني، وهي موزعة بين التعبيرات النثرية (الأمثال، والألغاز، والحكايات) والإبداعات الشفوية التقليدية "لغن" وذلك من خلال جمع أعمال مختلف اللجن المشرفة على هذا البرنامج في إصدار (مجلد) تضعه وزارة الثقافة رهن إشارة الباحثين والمؤسسات العلمية. كما تعمل الوزارة في هذا الشأن على جرد الأمثال والأحاجي والحكاية الشعبية وكذا المتون الشعرية الحسانية التوجيهية والتي لم يسبق أن كانت موضوع تدوين وذلك من خلال رواة ومجمعين انتدبوا لهذه الغاية. وأشار البلاغ أيضا إلى أنه تقرر إحداث لجنة مختصة على مستوى مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون للإشراف على تصنيف وترتيب حصيلة ما تم جمعه على مستوى المديريات الثلاث، وإحداث لجينة علمية على مستوى مديرية التراث للإشراف على المنهجية النهائية لإصدار مجلد جرد التراث الحساني الغير مادي. ومستوى البرنامج الثاني المتعلق بتأهيل وتثمين الموسيقى الحسانية، فستعمل المصالح التابعة للوزارة بالأقاليم الصحراوية على حصر المجموعات الموسيقية على صعيد الأقاليم الثلاثة، واختيار الأعمال التي تمثل كل إقليم على حدة ضمن السهرة الختامية الكبرى بالاعتماد على معايير فنية تشرف عليها لجنة مختصة. إلى جانب ذلك سيتم تنظيم دورات تكوينية في مجال التلحين والعزف على الآلات الموسيقية الحسانية الأصيلة من خلال إقامات فنية بصفة دورية بين الجهات الجنوبية الثلاث، حسب البلاغ. وذكرت وزارة الثقافة والاتصال بالمناسبة أنها عازمة على تنزيل كل البنود التي جاءت بها اتفاقية برنامج تمويل وإنجاز برامج التنمية المندمجة للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة. وأبرزت أنها تسعى، تنزيلا لمقتضيات الدستور، إلى صيانة الحسانية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة.