أكد وزير الثقافة، السيد محمد الأمين الصبيحي، اليوم السبت بالعيون، أن دعم ومواكبة الموسيقى الحسانية بالأقاليم الجنوبية للمملكة هو برنامج وطني طموح يتوخى جعل الثقافة عنصرا للاندماج وأداة للتنمية الاجتماعية. وأوضح الوزير، في كلمة بمناسبة إشرافه على إعطاء الانطلاقة لبرنامج دعم ومواكبة الموسيقى الحسانية بجهة العيون الساقية الحمراء، وذلك في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تثمين الثقافة والتراث الحسانيين، أن هذا المشروع الثقافي يندرج ضمن برنامج التنمية المندمجة لجهة العيون الساقية الحمراء 2016-2021 الذي يهدف إلى جعل الثقافة والفنون عنصرا أساسيا للاندماج وأداة للتنمية. وأضاف الصبيحي أن برنامج النهوض بالموسيقى الحسانية يهدف ايضا إلى حماية التراث الموسيقي الحساني المغربي القائم وتثمينه وترويجه وتشجيع الفنانين الشباب على تداوله وتوارثه، وضمان تناقله ونشره على نطاق أوسع لدى شرائح مختلفة من الجمهور الوطني والدولي ولدى المهنيين والإعلام، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يروم إطلاق سلسلة من العمليات على مستوى مواكبة الفنانين واكتشاف المواهب والتكوين والتحفيز على الإبداع وتشجيع الإنتاج والترويج، بغية تطوير الموسيقى الحسانية المغربية، والدفع به في اتجاه الجودة وتوسيع الاشعاع. وأبرز الوزير أن المكونات الثقافية لبرنامج التنمية المندمجة لجهة العيون - الساقية الحمراء 2016- 2021 تكمن في وضع عدة مشاريع، من بينها برنامج النهوض بالموسيقى الحسانية وتطوير العرض الثقافي من خلال البرنامج الوطني لتنشيط المراكز الثقافية بكل من العيون وبوجدور وطرفاية والسمارة وتنظيم مهرجانات فنية وتراثية ومعارض جهوية للكتاب على امتداد تراب الجهة ودعم الابداع الثقافي والفني في مجالات المسرح والكتاب والنشر والموسيقى وإحداث نقط للقراءة بمختلف أقاليم الجهة. كما يشمل برنامج التنمية المندمجة، يضيف الوزير، حماية التراث من خلال برنامج جرد التراث الحساني غير المادي وحماية مواقع النقوش الصخرية وتسجيلها ضمن لائحة التراث الوطني. وأكد السيد الصبيحي أن هذا البرنامج الوطني الطموح يستجيب لتطلعات وانتظارات الحقل الفني والثقافي بجهة العيون، مشددا على أن نجاحه يقتضي انخراط كافة الشركاء والفعاليات من فرق فنية وجمعيات ثقافية وجماعات ترابية وأطر وخبراء وزارة الثقافة. وخلص الوزير إلى إن المغرب راكم، عبر تاريخه الطويل، تراثا ثقافيا بالغ الغنى والتنوع تشكل بفعل انصهار كل مكوناته العربية والاسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية وروافده الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، والتي ساهمت في تكوين الشخصية المغربية المتفردة، مبرزا أنه من هذا المنطلق جعل الدستور المغربي من خلال إقرار الحق في الثقافة وتكريس التنوع الثقافي في إطار الهوية الموحدة وترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية وحمايتها، وصيانة الحسانية، مبادئ دستورية ثابتة ومرعية. يشار إلى أن برنامج دعم ومواكبة الموسيقى الحسانية بجهة العيون الساقية الحمراء، الذي أشرف السيد الصبيحي على إطلاقه بقصر المؤتمرات، يروم تثمين الموسيقى الحسانية وتشجيع الفنانين الشباب على تداولها وتوارثها، ونشرها على نطاق واسع ووسط شرائح مختلفة من الجمهور الوطني والدولي والمهنيين ووسائل الإعلام. ويتوزع هذا البرنامج على ثلاث مراحل، تهم الأولى الانتقاء والإنتاج والمحافظة عبر اكتشاف وانتقاء المواهب والفاعلين الثقافيين المحليين (جمعيات، أساتذة الموسيقى)، وانتاجات الفنانين (إقامات فنية، ألبومات،تجمعات) وتنفيذ البرامج الفنية المحلية (التكوين، التعليم، النشر)، ثم جرد الموسيقى الحسانية وتوثيقها. وتتعلق المرحلة الثانية بالتعريف بالفنانين والترويج لهم على المستوى الوطني والدولي، حيث سيحظى الفنانون المكرسون بالدعم من أجل ترويج أعمالهم، ونشر إبداعاتهم عبر الإذاعات، وقنوات التلفزيون، والانترنيت، وقاعات العروض، والمهرجانات. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فهي مرحلة التوطين، فبعد تنظيم أولى الجولات الفنية، على الصعيد الوطني أو الدولي للفنانين المكرسين أو الذين تم انتقاؤهم، وبمجرد بزوغ الموسيقيين الحسانيين الشباب بفضل برامج التكوين والتعليم المنجزة محليا، سيتم إنشاء هيئة جهوية لدعم إنتاج ونشر الموسيقى الحسانية، على شكل "مركز للموسيقى الحسانية".