قال يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيينومدير معرض الكتاب المستعمل، إن الكتبيين بالمغرب، عاشوا بداية سنة دراسية بيضاء، بفعل تراجع مبيعاتهم من المقررات الدراسية وعجزهم ماليا عن مسايرة التغييرات التي طالت عددا من المقررات من جهة ، واختلافها بين المؤسسات التعليمية والأقاليم من جهة ثانية. وهو الأمر الذي تسبب لجلهم في خسارات مهمة كانت وراء لجوئهم إلى الاستدانة أو التخلي نهائيا عن ترويج الكتب المدرسية، رغم أنه يشكل فرصتهم التجارية الوحيدة خلال السنة بالنظر إلى واقع القراءة ومستواها المتدني في ما يخص الكتب الثقافية. وأضاف بورة، في تصريح صحفي، توصلت "رسالة الأمة" بنسخة منه، أن "هذا الواقع ليس في الحقيقة وليد السنتين الأخيرتين فقط ، ذلك أن الكتبيين ما فتئوا منذ ما يربو عن عقدين من الزمن يدقون ناقوس الخطر، محذرين من انقراض مهنتهم في غياب مبادرات جدية من طرف الدولة والمنتخبين والمجتمع المدني ، مبادرات تشاركية لتسطير برامج شمولية لتطوير القراءة في أوساط الشباب على الخصوص ، وتدعيم الدور الجوهري الذي يلعبه الكتبيون في المشهد الثقافي الوطني وأيضا في المجال التعليمي ." وأشار بورة إلى المعيقات التي يعمل الكتبيون على إزالتها في طريق الولوج إلى الكتاب، من بينها على الخصوص، عائق القدرة الشرائية المتدنية للقراءة، حيث يعرضون الكتب بأثمنة في متناول الشرائح الاجتماعية ، ذات الدخل المحدود ، سواء في ما يتعلق بالكتب المدرسية أو الثقافية العامة، هذا علاوة عن كون مكتباتهم تشكل أندية ثقافية حقيقية وملتقيات قارة للمثقفين والمبدعين والطلبة والباحثين ، وهي الأدوار التي يسعى الكتبيون بإمكانياتهم الذاتية المحدودة إلى بلورتها وتطويرها من خلال تأسيس جمعياتهم في عدد من المدن المغربية والتي راكمت تجربة مهمة ، كان لها إشعاع وطني ودولي من طرف الفاعلين في الحقل الثقافي. واعتبر بورة أن التحولات العميقة التي يعيشها المغرب والعالم العربي من حوله يقتضي من الجميع الالتفاف إلى البعد المعرفي والثقافي في تكوين الإنسان حتى لا يخلف الموعد مع التاريخ ، داعيا إلى المحافظة على مهنة الكتبي لما لها من دور تلعبه ولما لها من رمزية في الحياة الثقافية للمجتمعات .