أكد أنخيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أمس الأربعاء ببرازيليا، أن منح جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء للمنظمة يعد بمثابة دعوة لتوحيد الجهود و مواصلة التعبئة من أجل قضية الماء على المستوى الدولي. و قال غوريا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة حفل استقبال نظم برواق المغرب للاحتفاء بالفائز بالنسخة السادسة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، التي منحت في إطار المنتدى العالمي الثامن للماء المتواصلة أشغاله إلى غاية 23 مارس الجاري، "يجب أن نوحد جهودنا و نطلق مشاريع متعددة الأطراف بشأن قضية الماء، ولا يمكننا أن نظل منقسمين وينبغي على المنظمات الدولية تقديم اقتراح واحد وتحقيق هدف واحد". وأضاف الأمين العام للمنظمة، الذي أبدى سعادة بمنحه هذه الجائزة، أن جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء تعزز "قناعتنا بالعمل في مجال الماء"، لا سيما وأن الأمر،برأيه، يتعلق باعتراف بجهوده الشخصية و جهود المنظمة التي يرأسها في مجال النهوض بقضية الماء. و أبرز غوريا وزير المالية والائتمان العمومي المكسيكي السابق، أن "الجميع يتفق اليوم على حقيقة أن هناك كمية محدودة وطلبا متزايدا باستمرار على هذا المورد"، مشددا على التزام منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على العمل مع جميع الأطراف المعنية والمنظمات غير الحكومية ليكون هناك تأثيرا أكبر في مجال السياسات المائية والمشاريع القادرة على الحفاظ على المياه. و من جانبها، أشارت السيدة شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، أن ملف ترشح منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي كان على "درجة عالية من الكفاءة" جلب اهتمام لجنة تحكيم النسخة السادسة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء. و أضافت أن لجنة التحكيم قررت بالإجماع منح جائزة السنة الجارية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية اعترافا بجهودها الرامية إلى جعل قطاع الماء "محركا للتنمية الاقتصادية ولتعزيز سياسات مائية شاملة وعادلة و منصفة". و من جهته، ذكر رئيس المجلس العالمي للماء، بينيديتو براغا، إلى أن الدورة الأولى للمنتدى العالمي للماء عقدت بمدينة مراكش سنة 1997 ، و منذ ذلك الحين أضحى حضور المغرب قويا في هذا المنتدى، مضيفا أن "هناك وعيا كبيرا بأهمية الماء ونحن سعداء بالتطور الذي يعرفه المنتدى منذ إطلاقه". و من جانبه، عبر الرئيس الشرفي للمجلس العالمي للماء، لويك فوشون، عن سعادته بمنح هذه الجائزة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن المغرب يعتبر "عاصمة للماء" بفضل مبادرة جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء التي "تجسد رؤية المغفور له الحسن الثاني حول المياه والتي مكنت المغرب من أن يكون اليوم بلدا يولي اهتماما بالغا لقضية الماء". و بحسب فوشون، فإن المغرب يعد إحدى "الدول الرائدة في مجال الماء، و إنجازاته ونجاحاته تستحق الإشادة أكثر". و أشرف رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، الاثنين الماضي ببرازيليا، على تسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء في نسختها السادسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شخص أمينها العام، أنخيل غوريا. و تم إحداث هذه الجائزة بمبادرة مشتركة بين المغرب و المجلس العالمي للماء سنة 2000، تكريما لذكرى جلالة المغفور له الحسن الثاني وعرفانا بسياسته النيرة و الاستراتيجية في مجال المحافظة على الموارد المائية وتدبيرها. و تمنح جائزة الحسن الثاني الكبرى العالمية للماء، التي تم إقرارها خلال انعقاد النسخة الثانية للمنتدى العالمي للماء، كل ثلاث سنوات تكريما لمبتكرين لمشاريع في مجال الموارد المائية بمناسبة انعقاد دورات المنتدى.