باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم السيد الأمين العام والوفد المرافق له السادة البرلمانيون والبرلمانيات السادة رجال الإعلام أيتها الأخوات المناضلات، أيها الإخوة المناضلون تعيش المرأة الدستورية بجهة مراكش تانسيفت الحوز كل نضالات صنوها الرجل جنبا إلى جنب وخطوة بخطوة، لتحقق في سياق المنظومة النضالية لحزبنا العتيد، ما تصبو إليه كل امرأة مغربية من حرية وعدالة وازدهار، لتحقيق البعد الليبرالي ومبدأ عدم التمييز بين الجنسين كما تنص عليه بنود الدستور المغربي الجديد الذي يعد مكسبا حقوقيا للمرأة والرجل معا، وكذا المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان. إن نضالات المرأة الدستورية بالجهة، رغم تواصلها في الزمان والمكان، لتحتاج إلى جهد أكبر، نظرا للعقبات التي لازالت تفتعل من أجل ثني المرأة عن أخذ حقوقها كاملة غير منقوصة، فلازالت المرأة تعيش إكراهات كبيرة في عملها، حيث تم تسجيل الكثير من الممارسات، في كثير من القطاعات لاستغلال المرأة العاملة بطرق جد بشعة، ومن أجل الحد من ذلك عملنا على إرشاد المرأة وتوعيتها، لمعرفة حقوقها. سيما أن المرأة في البادية تعاني من بعد المؤسسات التعليمية، وتعاني من مشقات الحياة الصعبة في ظروف لا إنسانية، كرست وتكرس واقعا مريرا للمرأة يحتاج إلى سنوات من العمل النضالي المثمر والمتواصل. إخواتي أخواتي ينعقد مؤتمرنا هذا مباشرة بعد انعقاد المجلس الوطني للحزب الذي احتضنته الدارالبيضاء والذي شهد حضورا مميزا لمداخلات الأخوات المناضلات، وقبله انعقد بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء المؤتمر الوطني الخامس لمنظمة المرأة الدستورية تحت شعار "لاتنمية بدون مناصفة" ألقيت خلاله كلمة توجيهية للأخ محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري ركز فيها على دور المرأة في التنمية مناصفة مع الرجل من أجل مغرب متماسك وديمقراطي. أكد على نجاح هذا المؤتمر لأن نجاحه ليس نجاح شخص بل نجاح حزب. وقد شهد مؤتمر المرأة بالبيضاء منافسة شريفة بين النساء الدستوريات، وممارسة ديمقراطية حقة، أبرزت نضج منظمتنا العتيدة، في مسيرتها التاريخية لمواجهة التحديات، وسجلت بذلك محطة نضالية يفتخر بها حزبنا في الساحة السياسية المغربية. أخواتي إخواني إن اهتمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالمرأة ليبرز جليا منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، حيث سجل المتتبعون المغاربة والأجانب مدى اهتمام جلالته بالمرأة المغربية، ودرجة انتصاره لقضايا المرأة. وقد أعلن جلالته عن هذا الاهتمام، منذ خطاب ثورة الملك والشعب، في 20 غشت من سنة 1999، من خلال تساؤل عن "كيف يتصور بلوغ رقي المجتمع وازدهاره والنساء اللائي يشكلن زهاء نصفه تهدر مصالحهن؟". هذا التساؤل الذي أجاب عنه جلالته عمليا، من خلال مجموعة من الإشارات القوية التي أعلن عنها في كثير من الخطابات التاريخية والمحطات الهامة. أيها الحضور الكريم ستبقى نضالات المرأة الدستورية بالجهة مستمرة، لتشكل بذلك عنوانا عريضا تعتز به المناضلات إلى جانب المناضلين، لتحقيق البعد التكاملي بين المرأة والرجل، تأسيسا لمبدأ المناصفة الحقيقية بين كلا الجنسين. ونحن نحتفل بهذا العرس الديمقراطي التاريخي، بجهة مراكش تانسيفت الحوز، لايسعنا إلا أن نتمنى أن يكلل مؤتمرنا هذا بالنجاح والتوفيق لما فيه المصلحة العليا لبلدنا الحبيب. والسلام