قضت غرفة الجنايات درجة أولى بمحكمة الاستئناف بسطات، ليلة أمس الخميس ب 40 سنة حبسا نافذة مع الغرامة في حق شخصين متهمين بقتل شاب الذي عثر على جثته ببحيرة سد الكرن يوم 15 نونبر الجاري، بضواحي مدينة سطات، وذلك بعد متابعتها بتهم تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وجاء قرار المحكمة بعد قطع ملف القضية فصول المحاكمة العادلة والاستماع للمتهمين ودفاعهم وإدخال الملف إلى المداولة . وكان قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، قد أحال المتهمين على غرفة الجنايات درجة أولى من أجل المحاكمة بعد متابعة كل من "ن م" بتهمة جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، و"أ ز" من أجل المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وذلك بعد انتهاء التحقيق . وتعود فصول النازلة إلى تاريخ 15 نونبر من عام 2016، حينما أخبرت الساكنة العاصر الدرك بوجود جثة الضحية التي عثر عليها تطفو فوق مياه بحيرة سد الكرن التابع لجماعة المزامزة الجنوبية قيادة المزامزة إقليمسطات، الأمر الذي خلف استنفارا أمنيا، حيث حل كل من القائد الجهوي والفرق الدركية المختصة إلى مكان النازلة، ليتم نقل جثة الضحية إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات، فيما فتحت عناصر المركز القضائي تحقيقا في الموضوع لمعرفة ظروف وملابسات النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة . ومن خلال الأبحاث الميدانية التي باشرتها مصالح الدرك بالمركز القضائي، بعد إشعارها بالحادث، مكنت من تحديد هوية الضحية الذي تبين أن أحد الدوائر الأمنية بمدينة سطات سجل لديها بحت لفائدة العائلة في وقت سابق من عائلة تقطن بحي السماعلة بمدينة سطات متغيب لمدة تناهز 10 أيام ويتعلق الأمر بالشاب المدعو قيد حياته "ع .ح" البالغ من العمر ثماني وعشرين سنة والقاطن على مقربة من مسجد بشارع "شنقيط " بحي السماعلة بسطات ويشتغل كمسؤول عن شركة للنظافة، وهي الأوصاف التي تنطبق على صاحب الجثة، وقد تم التعرف عليه من طرف العائلة، كما تمكن الأبحاث من تشخيص هوية المشتبه فيهما، وتوقيفهما في ظرف وجيز، وضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية إلى حين استكمال البحث معهما حول ظروف وملابسات هذه الجريمة الشنعاء. وخلال توقيف المتهمين، عثرت مصالح الدرك على الهاتف النقال الخاص بالضحية عند أحد المتهمين، كما اعترف المشتبه فيهما والذي يشتغل أحدهما كعامل نظافة بأحد المؤسسات البنكية بالمدينة تابع لشركة مناولة التي يشتغل بها الضحية كمسؤول فيما الثاني يشتغل كمستخدم يومي، بالمنسوب إليهما، وصرحا بكونهما في البداية رافق الضحية إلى أحد المقاهي المتواجدة وسط المدينة من أجل اقتناء العصافير من لدن أحد الأشخاص الذي لم يعثر عليه، ليطلبا منه مرافقتهما إلى سد الكرن بحجة الاستجمام والترفيه عن النفس والذي اختفى فيه الهالك حوالي الساعة الرابعة ونصف، وأن الضحية تنقل إلى مسرح الجريمة على متن دراجة نارية رفقة المشتبه فيه "عامل نظافة" ، فيما المتهم الثاني تنقل على متن دراجة نارية أخرى، وعند وصولهما إلى عين المكان نفذا مخططهما الإجرامي بضربه على مستوى الرأس بواسطة حجرة كبيرة وتكبيل يديه ورجليه بواسطة جزء من قميصه ووضع حجرة كبيرة داخل سرواله وربطها بباقي القميص ورميه ببحيرة السد حتى لا يظهر للجثة أي أثر، وقاما بالاستيلاء على محفظة نقوده التي كان بها مبلغ مالي وهاتف نقال والجاكيط..، وبعد التخلص من الجثة عادا إلى حال سبيلهما، حيث أخذ المتهم الأول المبلغ المالي وسلم للثاني الهاتف والجاكيط هاته الأخيرة تخلص منها برميها، ومن خلال البحث صرح المتهمان أن الدافع من وراء ارتكابهما هذه الجريمة المعاملة السيئة التي كان يتعامل بها الضحية مع المتهم الأول "عامل النظافة"، لكونه رئيسه في العمل وتسبب له في الاقتطاعات من الأجر، مما حذا بهم إلى التفكير في قتله.