أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، أمس الخميس بالرباط، أن وزارته ستظل "شريكا غيورا" و"داعما متحمسا" لمواكبة كل المبادرات الإبداعية. وأوضح الأعرج، خلال كلمة ألقاها بمناسبة حفل استقبال للفرقة المتوجة والفرقة المشاركة والباحثين الفائزين في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي، الذي أقيمت فعالياتها بتونس العاصمة من 10 إلى 16 يناير الجاري، أن وزارته ستقوم بشراء عروض لترويج المسرحيتين بالمسارح والمراكز الثقافية التابعة للوزارة، وذلك بتنسيق مع كل من مديرية الفنون والمسرح الوطني محمد الخامس، علاوة على إشراك الباحثين المتوجين في الأنشطة والتظاهرات التي ستنظمها الوزارة. ونوه وزير الثقافة والاتصال بالفنانين والباحثين الذين مثلوا المغرب أحسن تمثيل، وشرفوا المسرح المغربي في إطار مهرجان المسرح العربي، لاسيما أعضاء فرقة أكون للثقافات والفنون التي فازت بجائزة المهرجان عن مسرحيتها "صولو"، وأعضاء فرقة دوز تمسرح، التي كانت مشاركتها جد مشرفة بمسرحية "الخادمتان" وحظيت باهتمام الجمهور وبتنويه النقاد والمهتمين. كما نوه الأعرج بالباحثين الشابين الفائزين بجائزة البحث المسرحي العربي للشباب، وهما عبد الله المطيع، الفائز بالجائزة الثانية، والباحثة تلكماس المنصوري، الفائزة بالجائزة الثالثة. كما أعرب الوزير عن تقديره لمشاركة باقي أعضاء الوفد المغربي في المهرجان، من أساتذة وباحثين ونقاد ومؤطرين وإعلاميين وأطر وزارة الثقافة والاتصال. وقال "إننا نقدر عاليا نجاحكم المشهود في هذا المحفل المسرحي العربي الكبير، ونسجل باعتزاز تألقكم الذي نعتبره شهادة على عملكم الجاد وعلى سداد توجهكم الفني والعلمي. ونأمل أن يحدو حدوكم كل زملائكم في الممارسة المسرحية وفي البحث العلمي والمسرحي". ودعا الأعرج الفرقة الناجحة إلى مواصلة العمل بنفس الجدية والتفاني، وأن تجعل من نجاحها هذا حافزا ودافعا إلى مزيد من التألق واستشرافا لنجاحات أخرى تكلل إبداعاتهم ودراساتهم المقبلة. وأبرز الوزير، مخاطبا الأعضاء المتوجين، "إننا نرشحكم جنودا في خدمة المسرح المغربي ممارسة وبحثا، وحملة لرسالة الفن والعلم بما تزخر به من مضامين النبل والسمو والجمال". كما ذكر الوزير، بهذه المناسبة، بمصادقة مجلس الحكومة على مشروع مرسوم يتعلق بمنح جوائز في مختلف مجالات الإبداع الأدبي والفني، والذي يهدف إلى إقرار منح الجوائز التكريمية، لمكافأة المبدعين والفنانين والمهنيين في مختلف المجالات الإبداعية، والاعتراف بأعمالهم وتشجيعهم على العطاء والإبداع الفني في مختلف أوجه الثقافة المغربية. من جهته، قال محمد الحر، مدير ومخرج فرقة أكون للثقافات والفنون، إن مسرحية "صولو" خلقت الحدث الفني على المستويين الوطني والعربي، بفوزها بعدة جوائز وطنية وتتويجها بجائزة مهرجان تونس، مؤكدا على أن الشباب خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، يقودون الساحة المسرحية وقادرون على صنع التميز والتفرد، ودفع المسرح المغربي إلى الأمام. بدوره، أكد الباحث عبد الله المطيع أن "هذا الفوز لم يأتي من فراغ، بل هو دليل على أن المسرح والبحث المسرحي في المغرب بخير، وهذا الفوز جاء أيضا نتيجة لتضافر جهود كل الفاعلين، من بينهم الوزارة الوصية ومركز دراسة الفرجة بطنجة والمهرجانات والفرق المسرحية"، داعيا "إلى مواصلة الجهود لدعم البحث العلمي في المغرب". يذكر أن فرقة أكون للثقافات والفنون أحرزت على جائزة المهرجان لأحسن عمل مسرحي عربي لسنة 2017، عن مسرحية "صولو" المستوحاة من رواية "ليلة القدر" للكاتب طاهر بنجلون. كما أحرز الباحث عبد الله المطيع على الجائزة الثانية في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في إطار المهرجان، وذلك عن بحثه "من يتكلم المسرح؟ في جدلية الخطاب المسرحي بين المؤلف والمخرج"، وأحرزت الباحثة تلمكاس المنصوري على الجائزة الثالثة لبحثها "هل توجد كتابة درامية بين المؤلف والمخرج ؟".