علمت "رسالة24" من مصادر متطابقة، أنه جرى صباح اليوم الثلاثاء، توقيف 10 أشخاص من طرف مصالح أمن منطقة بني مكادة، وذلك من أجل الاشتباه في قيامهم بالتحريض على الاحتجاج ضد السلطات المحلية لدى الدائرة الحضرية الجيراري بني مكادة في طنجة، وذلك بغرض ابتزاز هذه السلطات من أجل الاستفادة دون وجه حق من محلات تجارية بأسواق القرب السوسيو – اقتصادية التي افتتحت الأسبوع الماضي بالنفوذ الترابي للدائرة الحضرية المذكورة لاحتواء الباعة المتجولين والفراشة الذين شملهم الإحصاء الرسمي الذي أشرفت عليه السلطات المحلية والجماعية المختصة، وممن سبق لهم وأن مارسوا "فعليا" البيع بالتجوال أو كفراشة بالمنطقة. وقاد المعنيون بأمر التوقيف، وقفة احتجاجية صباح اليوم أمام مقر الدائرة الحضرية الجيراري بني مكادة بشارع القدس، بمشاركة حوالي 40 شخصا ممن يدعون إقصائهم من الاستفادة من أرضيات للعرض أو محلات تجارية رغم ممارستهم للبيع بالتجوال، حسب ادعاءاتهم دائما، وهي نفس الاحتجاجات التحريضية التي عرفتها بشكل متزامن ومريب الدائرة الحضرية مرس الخير المجمع الحسني. وكانت السلطات المحلية، قد سبق لها وأن تسلمت لائحة تضم جميع أسماء المحتجين قصد البحت و التحري في مضمون شكايتهم للتأكد من صحة هذه المزاعم، وذلك قبل أن تتفاجأ اليوم برفض المعنيين بالأمر الجلوس لطاولة الحوار، حيث صعدوا من حدة هذه الاحتجاجات والشعارات المرفوعة، مما يدل على أنهم مدفوعون من جهة ما لتأجيج الأوضاع والدفع بها إلى الإحتقان أكثر لأسباب خفية، وبأن هدفهم الحقيقي بعيد كل البعد عن المطالب الاجتماعية المشروعة، خصوصا وأن البحث الأولي الذي أجري حول لائحة المتضررين المزعومين وهويتهم، أظهرت بأن جلهم يقيمون خارج مدينة طنجة وينحدرون من مدن فاس، سيدي قاسم، شفشاون، وتاونات وأنهم غير مدرجين في الإحصاء الرسمي للباعة المتجولين، الذي أشرفت عليه اللجنة المختلطة المشكلة من السلطات المحلية والجماعة الحضرية لطنجة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات الجهوية. معلوم أن حركة الاحتجاج ضد السلطات المحلية في قضية أسواق القرب، ارتفعت وثيرتها بشكل تصاعدي ملحوظ وخطير وصل إلى حد الاعتداء الجسدي على رجال السلطة المحلية وأعوانها (باشا بني مكادة، قائد الملحقة الإدارية 23، وعون سلطة)، وذلك مباشرة بعد منع بعض الأعيان من الاستفادة من المحلات التجارية التي خصصت للفئات الهشة لمحاربة الفقر وتنمية الاقتصاد المحلي وضمان استقرار الباعة المتجولين، كما أنها تأتي أيضا بعد سد هذه السلطات الطريق أمام بعض الفاسدين الذين اعتادوا الاستفادة ماديا ومعنويا وسياسيا وانتخابيا من الأسواق، وعاثوا فيها فسادا خلال التجارب الفاشلة السابقة وراكموا الثروات على حساب هموم الفراشة المستضعفين. وبلغ عدد أسواق القرب التي تم افتتاحها لحد الآن بمدينة طنجة منذ دجنبر الماضي، 20 سوقا في انتظار اففتاح أسواق أخرى، مكنت حوالي 4060 بائعا متجولا من الاستفادة من محلاتها ونقاط البيع فيها، لممارسة النشاط التجاري فيها بشكل مهيكل، والتي أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمشاريع التنموية للمدينة تجسيدا للبرنامج الضخم "طنجة الكبرى" ، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الرامية إلى هيكلة القطاعات التجارية بالمدينة ومحاربة الهشاشة، كما تروم هذه المشاريع، النهوض بالاقتصاد التضامني، وإدماج التجارة غير المهيكلة ضمن النسيج الاقتصادي، وتحسين الجودة والسلامة الصحية للمنتجات المعروضة للبيع، وتطوير البنية الاقتصادية والتجارية للمدينة، فضلا عن تحسين ظروف اشتغال التجار، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي، والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري العام، كما ستساهم هذه المشاريع، ذات الوقع الاجتماعي القوي، في تعزيز الظروف السوسيو – اقتصادية لآلاف السكان، وكذا إضفاء الدينامية على النشاط الاقتصادي على مستوى مدينة طنجة التي تعيش على إيقاع الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، تجسيدا لسياسة القرب التي ما فتئ ينتهجها جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين من أجل رفاهية عموم المواطنين.